فيينا وبرلين وروما تطالب بتفسير بعد استهداف اسرائيل لموكب أوروبي رسمي في جنين بالضفة الغربية
فيينا – INFOGRAT:
أقر الجيش الإسرائيلي، اليوم الأربعاء، بإطلاقه النار على وفد دبلوماسي أثناء زيارته لمدينة جنين في الضفة الغربية، كان من ضمنه دبلوماسي نمساوي، بالإضافة إلى ممثلين عن الاتحاد الأوروبي وألمانيا وإيطاليا وإسبانيا. وقد أعربت وزارة الخارجية النمساوية عن ارتياحها لسلامة ممثلها، في حين اعتبرت الحادث “غير مقبول”، وطالبت إسرائيل بتحقيق شامل.
وبحسب صحيفة krone النمساوية، وقع الحادث أثناء زيارة نظمّتها السلطة الوطنية الفلسطينية لوفد دبلوماسي دولي إلى مخيم جنين للاجئين، بهدف الاطلاع على الوضع الإنساني هناك. وخلال الجولة، أطلق جنود إسرائيليون “طلقات تحذيرية” باتجاه الموكب، بدعوى أن المركبات “انحرفت عن الطريق المسموح به”، حسب بيان صادر عن الجيش الإسرائيلي، والذي أشار إلى أن “الوفد دخل منطقة لم يكن مرخصاً له بالتواجد فيها”.
وأوضحت وزارة الخارجية النمساوية أن الدبلوماسي النمساوي لم يُصب بأذى، وقالت وزيرة الخارجية Beate Meinl-Reisinger عبر منصة X: “تحدثت هاتفياً مع ممثلنا في الميدان، وأنا مرتاحة لأنه لم يتعرض لأذى. من الواضح تماماً أن شيئاً كهذا لا يجب أن يحدث”، مضيفةً أنها تتوقع توضيحاً كاملاً من الجانب الإسرائيلي.
الجيش الإسرائيلي يعبّر عن “أسفه” ويباشر تحقيقاً
أعلنت القوات الإسرائيلية، بعد أن تبين لها أن المستهدفين هم دبلوماسيون، عن فتح تحقيق في الواقعة، مؤكدة في بيان رسمي أنها “تأسف للإزعاج الناتج عن الحادث”، دون الإبلاغ عن إصابات أو أضرار مادية.
ووصفت وزارة الخارجية في السلطة الفلسطينية الحادث بأنه “انتهاك صارخ وخطير للقانون الدولي”، وأشارت إلى أن الوفد كان في “مهمة رسمية لتقييم الوضع الإنساني وتوثيق الانتهاكات الإسرائيلية المستمرة”.
تنديد دولي واسع واستدعاء للسفير الإسرائيلي
أثار الحادث ردود فعل غاضبة من عدة عواصم أوروبية. فقد صرحت مفوضة الشؤون الخارجية في الاتحاد الأوروبي، Kaja Kallas، قائلة: “نطالب إسرائيل بإجراء تحقيق شامل في هذا الحادث ومحاسبة المسؤولين عنه، لأن ما جرى يهدد حياة الدبلوماسيين”.
من جهته، أعلن وزير الخارجية الإيطالي، Antonio Tajani، أنه سيستدعي السفير الإسرائيلي في روما، فيما قالت وزارة الخارجية الإسبانية إنها تتواصل مع الدول المعنية لتنسيق رد مشترك، مؤكدة إدانتها “الشديدة” للحادث.
وفي برلين، جاء في بيان صادر عن وزارة الخارجية الألمانية: “نُدين بشدة هذا الإطلاق غير المبرر للنار. كنا محظوظين لأن شيئاً أسوأ لم يحدث. على إسرائيل أن توضح فوراً ملابسات الحادث وأن تحترم حصانة الدبلوماسيين”. كما أجرى وزير الخارجية الألماني Johann Wadephul اتصالاً مع زملائه المتواجدين في جنين بعد وقوع الحادث.
السياق الأمني في جنين
يأتي هذا الحادث في ظل تصعيد عسكري متواصل في مدينة جنين، حيث تنفّذ القوات الإسرائيلية عمليات عسكرية منذ يناير الماضي ضد من تصفهم بـ”المسلحين”، وقد أسفرت تلك العمليات عن مقتل عشرات الفلسطينيين وتدمير عدد كبير من المنازل في مناطق متفرقة من الضفة الغربية، بحسب تقارير إعلامية وحقوقية.



