لا تقدم بشأن وزارة الداخلية.. غموض يحيط بمصير مفاوضات الحكومة في النمسا
فيينا – INFOGRAT:
واصل حزب الشعب (ÖVP) وحزب الحرية (FPÖ) مفاوضاتهما لتشكيل حكومة جديدة، حيث اجتمعت فرق التفاوض الرئيسية برئاسة هربرت كيكل وكريستيان شتوكر مساء الاثنين في البرلمان لمدة ساعة ونصف قبل أن تنفضّ دون الكشف عن نتائج واضحة، ومن المقرر استئناف المحادثات يوم الثلاثاء.
وبحسب وكالة الأنباء النمساوية (APA)، ولم يُعرف ما إذا كانت الجولة الأخيرة قد أسفرت عن أي نتائج، حيث غادر المفاوضون عبر مخرج خلفي دون الإدلاء بتصريحات لوسائل الإعلام، وأكد شتوكر قبل الاجتماع أن المفاوضات تتناول توزيع الحقائب الوزارية إلى جانب قضايا جوهرية، رافضًا الإدلاء بمزيد من التفاصيل.
ولا يزال الخلاف قائمًا بشأن وزارة الداخلية، إذ يتمسك كل من الحزبين بالحصول عليها، ولم تظهر بوادر لحل هذه المسألة حتى الآن.
تسريبات تثير التوتر
أثار تسريب وثائق تفاوضية إلى وسائل الإعلام نهاية الأسبوع استياء حزب الحرية، رغم أن الوثائق تعود إلى 4 فبراير، مما يشير إلى استمرار وجود خلافات جوهرية بين الطرفين، ونفى حزب الحرية مسؤوليته عن التسريبات، التي اعتُبرت مؤشرًا على أزمة ثقة بين الجانبين.
مواقف متباينة بشأن الوزارات
شهدت المفاوضات في الأسبوع الماضي أزمة علنية بسبب الخلافات حول توزيع الحقائب الوزارية، حيث قدم حزب الحرية مقترحًا يشمل حصوله على وزارتي الداخلية والمالية، إضافة إلى إبقاء شؤون الاتحاد الأوروبي والإعلام والثقافة ضمن اختصاص المستشارية، في المقابل، ناقشت قيادة حزب الشعب مقترحاته داخليًا، ما أدى إلى توقف المحادثات ليومين.
ورغم غياب الاجتماعات الرسمية خلال عطلة نهاية الأسبوع، ظهرت مؤشرات على استعداد كلا الحزبين لتقديم تنازلات جزئية، إذ قيل إن حزب الحرية قد عرض على حزب الشعب وزارة الخارجية، مع إعادة اختصاصات الاتحاد الأوروبي إليها، بينما أبدى حزب الشعب استعدادًا للتخلي عن وزارة المالية لصالح حزب الحرية، في حين لم يظهر أي تقدم بشأن وزارة الداخلية.
سيناريوهات في حال فشل المفاوضات
أكدت الرئاسة النمساوية أنها مستعدة لجميع الاحتمالات في حال انهيار المفاوضات، بما في ذلك الدعوة لانتخابات جديدة أو استئناف المفاوضات بين حزب الشعب والحزب الاشتراكي (SPÖ)، كما طُرحت إمكانية تشكيل حكومة خبراء، كما حدث في عام 2019 بعد انهيار حكومة كورتس الأولى.
من جانبه، دعا رئيس الحزب الاشتراكي، أندرياس بابلر، قيادات حزب الشعب إلى إعادة النظر في خيار التحالف معه، مشيرًا إلى استعداد حزبه لدعم حكومة مؤقتة تخدم البرلمان. وفي السياق ذاته، حثّ حزب الخضر حزب الشعب على إنهاء محادثاته مع حزب الحرية، بينما أبدى حزب النيوس (NEOS) استعداده للانخراط في مشاورات جديدة مع حزب الشعب.



