مؤسسة “الكفاءة لسلامة المرور” (KFV) تستعين بخبرة 35 لصاً مُداناً لتعزيز تدابير مكافحة سرقات المنازل في النمسا
أجرت “الكفاءة لسلامة المرور” (KFV)، وهي مؤسسة نمساوية معنية بالأبحاث في مجال السلامة، مقابلات مع لصوص مُدانين ومحتجزين في سبعة سجون نمساوية. وجاء استجواب هؤلاء كـ “خبراء” للمساعدة في تحديد واستنباط الإجراءات الفعالة لمكافحة سرقات المنازل، وهي الإجراءات التي عرضتها المؤسسة يوم الثلاثاء الماضي، بحسب وكالة الأنباء النمساوية (APA).
وفي العام الماضي، تم الإبلاغ عن حوالي 64,000 عملية اقتحام وسرقة في النمسا، 7,000 منها كانت في أماكن سكنية. وتعليقاً على ذلك، قال كبير المستشارين القانونيين في “KFV” Armin Kaltenegger: “اللصوص لا يستهدفون عادةً أشخاصاً معينين كضحايا، بل يبحثون عن نقاط الضعف والفرص. لذلك، فإن من يؤمّن منزله جيداً، لديه فرصة جيدة لعدم الوقوع في دائرة الاستهداف من الأساس”.
35 لصاً يكشفون عن استراتيجياتهم
بالتعاون مع “معهد أبحاث الصراع” (Institut für Konfliktforschung)، أجرت المؤسسة مقابلات مع 35 لصاً ولصة محتجزين في سبعة سجون. وأضاف عالم الاجتماع الجنائي Günter Stummvoll أنه تم استكمال هذه البيانات بتحليل سجلات المحاكم واستجواب خبراء في علم الجريمة. وأوضح Stummvoll: “من تحديات مثل هذه المهمة هو أولاً الوصول إلى الجناة، وثانياً إقناعهم بسرد أكبر قدر ممكن من التفاصيل حول استراتيجياتهم وأفعالهم”.
وشارك مرتكبو الجرائم الذين تمت مقابلتهم في الدراسة بشكل طوعي وتم إخفاء هوياتهم. وقد أسفرت المقابلات عن تحديد ثلاث مجموعات من الجناة، وفقاً لـ Kaltenegger: “الجناة المحترفون، وجناة الفرصة الذين يمرون بضائقة مالية، وجناة البيئة الجرمية (Milieutäter)”. ومع ذلك، فإن أنواع المباني التي يقتحمونها تتشابه في جميع المجموعات.
المباني القديمة هدف مفضل للصوص
يُفضل اللصوص بشكل عام المباني ذات المقاومة الميكانيكية المنخفضة. بينما غالباً ما تكون المنازل الفخمة والمباني الحديثة محمية بشكل أفضل. وتم التأكيد على أن المنازل القديمة ذات أنظمة الإغلاق المتهالكة، والأبواب ذات الكفتين، والنوافذ غير المؤمّنة، تعتبر جذابة بشكل خاص للصوص.
ويصبح اللصوص أكثر نشاطاً في الغالب خلال فترة ما قبل الظهر، عندما تكون العديد من الشقق فارغة، ويتم التحقق من خلو الشقة بالنقر على الباب أو قرع الجرس. كما أكدت الدراسة أن علامات اللصوص السرية (Gaunerzinken)، أي العلامات التي تُوضع على الجدران أو الأبواب للإشارة إلى ما داخل المنزل، لم تعد تُستخدم، بل يتم تبادل المعلومات حول الشقق المستهدفة رقمياً داخل مجموعات الجناة، ويتم مراقبة بعض الأهداف لأيام. ولفتح الأقفال، يلجأ العديد من الجناة إلى دروس تعليمية على منصة “يوتيوب” (YouTube). أما الغنائم المفضلة، فهي النقود والمجوهرات والأجهزة الإلكترونية الصغيرة.
نصائح المؤسسة المستخلصة
استخلصت المؤسسة من المقابلات نصائح للوقاية، أهمها أنه يجب إغلاق النوافذ والأبواب دائماً عند مغادرة المنزل، وإغلاق الأبواب بإحكام (مرتين) بالمفتاح. ويجب إبقاء الأقبية مُغلقة ومُغطاة بشكل يحجب الرؤية. كما أن التماسك الاجتماعي له تأثير رادع، وينبغي التحدث مباشرة مع أي شخص يبدو مشبوهاً. ومن المهم أيضاً الانتباه لمن يتم إخباره بخطط الإجازات، حيث يمكن أن ينقل عمال النظافة معلومات داخلية عن غير قصد.
وحذرت المؤسسة من أن بعض الجناة يدخلون أيضاً المنازل المأهولة. ولهذا يجب عدم فتح الأبواب بتسرع وتفعيل أنظمة الإنذار حتى عند التواجد في المنزل. أما في حال وجود لص في المنزل أو الشقة، فينصح الخبراء بعدم مهاجمته، لأن اللصوص نادراً ما يلجأون إلى العنف ما لم يشعروا بالتهديد. وبدلاً من ذلك، يُنصح بحفظ تفاصيل الجاني والسماح له بمسار للهرب.
