متهم بأنه داعشي.. شاب مصري في فيينا ينكر أي صلة له بالتطرف ويتهم السلطات بالتضخيم الإعلامي
فيينا – INFOGRAT:
نفذت السلطات في فيينا، يوم التاسع من أبريل، عملية دهم في حي “ليوبولدشتات” أسفرت عن اعتقال شاب يبلغ من العمر 18 عامًا بتهمة الاشتباه في انتمائه لتنظيم “داعش” وتخطيطه لاعتداءات إرهابية، وذلك بعد تحذيرات جدية وردت من الخارج حول شاب يُعتقد بامتلاكه خبرات في تصنيع المتفجرات. وقد خطط الشاب المشتبه به، بحسب التحقيقات الأولية، لتنفيذ تفجيرات تستهدف معبداً شيعيًا في حي “رودولفشايم-فينفهاوس” ومبنى سفارة أجنبية في العاصمة النمساوية.
وبحسب صحيفة Heute النمساوية، ينحدر الشاب، الذي يحمل أصولًا مصرية، من خلفية دراسية مميزة وكان يُعرف بشغفه بلعبة الشطرنج والقصص المصورة. وقد نُسب إليه نشر رسومات يدوية لعلم “داعش” عبر منصتي “تيك توك” و”تلغرام”، إلى جانب نشر صورة شخصية له مرتديًا ما يبدو أنه حزام ناسف مزيف، ومؤديًا تحية التوحيد الإسلامية، كما تداولت الأجهزة الأمنية صورة أخرى يظهر فيها المشتبه به، حسبما قيل، وهو يحمل بندقية وساطورًا أمام لوحة تصويرية للكعبة المشرفة في مكة المكرمة، وهو أمر أنكره الشاب بشكل قاطع، مدعيًا أنه ليس الشخص الظاهر في الصورة، رغم ذلك، أكدت أجهزة المخابرات أن الشاب يظهر مستوى عالٍ من التطرف وربما يمتلك معرفة عملية بتقنيات تصنيع المتفجرات.
بحسب التحقيقات، كان الشاب يتردد على مسجد محلي في حي “رودولفشايم-فينفهاوس” الحي 15 في فيينا، وقد ألقي القبض عليه لاحقًا داخل مكتبة إسلامية تركية مجاورة للمسجد، ورغم أن سجله الجنائي يتضمن شبهات سابقة تتعلق بالسرقة، إلا أنه كان قد بدأ مؤخرًا في تغيير نمط حياته والتركيز على دراسته استعدادًا لاجتياز امتحان “ماتورا”، أي شهادة الثانوية العامة النمساوية.
وخلال عملية تفتيش لغرفة نومه الطفولية، لم تعثر الشرطة على أي مواد متفجرة، ومع ذلك، وُجدت السترة التي ظهرت في الصور داخل خزانة ملابسه، حيث برر الشاب ذلك بأن “الأسلاك والبطارية” كانت جزءًا من مروحية ألعاب، وأن السترة الثقيلة كانت تُستخدم لأغراض التمرين الرياضي، مدعيًا أن الصورة المثيرة للجدل لم تكن سوى إعادة تمثيل لمشهد كوميدي مقتبس من مقطع ساخر على “يوتيوب”.
وفي جلسات التحقيق، أصر الشاب، الذي يتمتع بذكاء واضح ومهارة عالية في الشطرنج، على أنه لا علاقة له بالمتفجرات، قائلاً: “لم أمتلك سوى ألعاب نارية بسيطة سابقًا”، وأكد أنه كان يستخدم قاعات الصلاة في مستشفيات عامة لأداء الصلاة أحيانًا، وكان يرتاد بعض المساجد، لكنه رفض بشدة أي أفكار متطرفة، ويدافع عنه المحامي الشهير “ميشائيل بابيتش” من مكتب المحاماة “راست/موسليو”، والذي وصف موكله بأنه “قد يكون عبقري شطرنج، لكنه بالتأكيد ليس صانع قنابل”، مؤكدًا أن التحقيقات في الرسائل والصور لم تكشف عن أي خطط إرهابية حقيقية.
وقد قررت المحكمة استمرار حبس الشاب الاحتياطي حتى منتصف مايو، بينما يسعى محاميه لإطلاق سراحه لاحقًا، وفي الوقت الراهن، يواصل المحققون تحليل محتوى الهاتف المحمول المصادَر، الذي كان محميًا برمز قفل معقد يتألف من 14 رقمًا، وتجدر الإشارة إلى أن مبدأ قرينة البراءة ما زال ساريًا في هذه القضية.



