مجهولون يفتحون 60 تابوتًا لجثث من الأقليات في مقابر فيينا.. والشرطة تشتبه بعصابة تخريب منظّمة

تعرضت نحو 60 مقبرة للتدنيس: موجة انتهاكات مستمرة تطال مقابر جماعة السينتي والروما في فيينا

شهدت عدة مقابر في العاصمة النمساوية Wien منذ صيف عام 2024 سلسلة من الانتهاكات المروعة التي تمثلت في تدنيس المقابر وانتهاك حرمة الموتى والسرقة من المقابر. وأعلنت الشرطة النمساوية أن عدد هذه الحوادث بلغ حتى الآن حوالي 60 حالة، معظمها استهدف قبورًا لأفراد من جماعة Sinti وRoma، ما أثار موجة من الغضب والمطالبات بتدخل رسمي وحماية أكبر.

وبحسب وكالة الأنباء النمساوية (APA)، في بداية شهر يناير/كانون الثاني، تحوّلت مقبرة عائلة Kofron إلى مسرح جريمة، حيث قام مجهولون بالنزول إلى القبو العائلي وفتحوا اثنين من أربعة توابيت داخله، Natascha Kofron، إحدى قريبات المتوفين، عبّرت في مقابلة مع برنامج Wien heute عن صدمتها العميقة قائلة:
«موتانا تعرّضوا للهجوم، وهذا أسوأ شيء يمكن أن يحدث لنا، أن يلمس غرباء أغراضهم أو حتى الجثامين أنفسها».

مقابر متعددة مستهدفة

تركّزت الانتهاكات في مقبرة Großjedlersdorf، حيث تم فتح العديد من القبور، وتركّز الاستهداف على قبور أفراد من جماعات Roma وSinti. كما طالت التدنيسات قبورًا لأشخاص كانوا ضحايا اضطهاد نازي خلال الهولوكوست، ما زاد من حدة الصدمة لدى ذويهم.

أوضحت Natascha Kofron تفاصيل الطريقة التي اتبعها الجناة، قائلة:
«قام الجناة بقطع الفواصل السيليكونية، ثم استخدموا القوة لرفع لوحات القبور والدخول إلى الداخل، حيث فتحوا التوابيت».

الصور التي نُشرت من داخل القبور أظهرت أغطية التوابيت وهي مرفوعة جزئيًا، في مشهد لا يمكن ملاحظته إلا عند التمعن.

انتشار الجرائم وتكرارها

أشارت الشرطة إلى أن الجرائم تكررت بشكل خاص في مناطق Donaustadt وFloridsdorf. وكانت أحدث الحوادث المعروفة قد وقعت منتصف فبراير/شباط في مقبرة Stammersdorf Zentral في الحي الحادي والعشرين من فيينا.

الشرطة تشتبه في وجود مجموعة منظمة

ردًا على استفسار من ORF Wien، صرحت الشرطة بأنها تحقق ضد مجهولين بتهم تشمل التخريب الجسيم (Sachbeschädigung)، انتهاك حرمة الموتى (Störung der Totenruhe)، والسرقة مع كسر الأقفال (Einbruchsdiebstahl). وتشتبه الشرطة في أن يكون وراء هذه الأعمال مجموعة منظمة، لكنها أكدت أنه لا توجد حتى الآن أدلة محددة تشير إلى هوية الجناة.

دافع السرقة وراء الانتهاكات

Natalie Bordt، وهي مرشدة روحية تتبع لأبرشية Erzdiözese Wien وتعمل مع جماعات Sinti، Roma وJenische، رجحت أن الجناة كانوا يأملون في العثور على كنوز أو مجوهرات ذهبية داخل القبور. وقالت في حديثها:
«في الواقع، لا يوجد في هذه القبور شيء يختلف عن تلك التي تخص الأغلبية المجتمعية – ربما خاتم زواج أو عقد أو مسبحة. ولكن الأضرار المادية تتجاوز 200 ألف يورو».

وأضافت أن التوابيت كثيرًا ما تكون قد دُمّرت بالكامل وتحتاج للاستبدال، كما يجب إعادة ترميم المقابر.

مطالبات بزيادة التواجد الأمني والدعم المالي

دعت Bordt إلى تعزيز الحضور الأمني في المقابر، وقالت:
«نطالب بأن تقوم الشرطة بدوريات بشكل مكثف، وأن تتحمل Friedhöfe Wien ومدينة فيينا المسؤولية تجاه هذه الظاهرة. وهذا لم يحدث بعد بالشكل المطلوب».

كما طالبت بدعم مالي للأسر التي لا تستطيع تحمل كلفة ترميم الأضرار بنفسها، معتبرة أن الموقف الراهن لا يكفي لمعالجة حجم الضرر المعنوي والمادي الذي لحق بالمجتمع المتضرر.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى