محاكمة المافيا في فيينا: تبرئة من تهمة الشروع في القتل وإدانة بالانتماء لمنظمة إجرامية

برأت محكمة ولاية فيينا شابًا يبلغ من العمر 29 عامًا، يشتبه في انتمائه لشبكة مافيا منظمة، من تهمة المشاركة في محاولة قتل، لكنها أدانته بالانتماء إلى منظمة إجرامية. وحُكم عليه بالسجن ثلاث سنوات، إلا أن الحكم لم يصبح نهائيًا بعد.

وبحسب وكالة الأنباء النمساوية (APA)، وفقًا للادعاء، ينتمي المتهم إلى عصابة “سكالجاري” الصربية-المونتينيغرية، وكان من المفترض أن يشارك في اغتيال مدبر لأحد أفراد عصابة “كافاتش” المنافسة في شتاء 2020 في حي أوتاكرينغ في فيينا، ومع ذلك، اعتبر ستة من بين ثمانية محلفين أن هذه الخطة لم تصل إلى مرحلة التنفيذ الفعلي، ما أدى إلى تبرئته من تهمة الشروع في القتل.

في المقابل، أُدين المتهم بتهمة الانتماء إلى منظمة إجرامية، بعدما أكد المحلفون بالإجماع أنه قام بمراقبة الهدف ونقل المعلومات، ونظرًا لأن العقوبة القصوى لهذه التهمة تبلغ ثلاث سنوات، فقد صدر بحقه الحكم الأقصى الممكن دون أي تخفيف أو وقف تنفيذ العقوبة، لكن النيابة العامة لم تصدر بعد بيانًا بشأن استئناف محتمل، مما يجعل الحكم غير نهائي حتى الآن.

إجراءات أمنية مشددة في المحاكمة

شهدت الجلسة إجراءات أمنية مشددة، حيث كان ستة أفراد مسلحين وملثمين من وحدة شرطة السجون الخاصة متمركزين داخل قاعة المحكمة طوال مدة المحاكمة.

خلل في التواصل أدى إلى فشل عملية الاغتيال

وفقًا للادعاء، كان المتهم متورطًا في التخطيط لاغتيال رجل (57 عامًا) في فيينا بين 8 و11 مارس 2020. وجاء في لائحة الاتهام أن المتهم سافر خصيصًا من مونتينيغرو لتنفيذ هذه المهمة، وأنه قام بمراقبة الهدف ونقل ملاحظاته إلى اثنين من القتلة المأجورين القادمين من كولومبيا.

في وقت سابق، فشلت محاولة اغتيال الضحية عن طريق تفجير سيارته في 22 فبراير 2020 بسبب عطل تقني حال دون انفجار القنبلة، وبعد ذلك، حاول القتلة تنفيذ عملية إطلاق نار في 11 مارس، لكن العملية لم تنجح بسبب سوء التواصل بين المنفذين.

أشارت النيابة إلى أن القتلة المأجورين الكولومبيين لم يكونوا يتحدثون الصربية، بينما لم يكن أفراد العصابة الصربية يتحدثون الإسبانية، مما أدى إلى ارتباك وتأخر في نقل موقع الهدف الدقيق، وهو ما تسبب في فشل العملية برمتها.

المتهم ينكر التهم ويرفض الإدلاء بشهادته

قال المتهم أمام المحكمة: “أنا غير مذنب فيما يُنسب إليّ”، ثم رفض الإدلاء بأي تصريحات أخرى، وامتنع عن الإجابة على أسئلة القاضي والنيابة العامة.

استندت النيابة في اتهامها إلى مراسلات مشفرة تم اعتراضها عبر هواتف مشفرة يستخدمها أفراد عصابة “سكالجاري”، والتي تم تقديمها من قبل سلطات أجنبية إلى نظيرتها النمساوية.

دافع محامي المتهم عن موكله بالقول إن هذه البيانات غير قانونية ولا يمكن استخدامها كدليل، معتبرًا أن المراسلات المسربة لا تثبت تورط موكله بشكل كافٍ، وأن المؤامرة لم تصل أبدًا إلى مرحلة التنفيذ الفعلي. رغم ذلك، قررت المحكمة قبول هذه الأدلة بعد مشاورات طويلة.

مقتل ممولي العملية وتصاعد النزاع بين العصابات

بحسب النيابة العامة، فإن مخططي العملية قُتلوا لاحقًا:

  • أحدهما قُتل في تركيا عام 2020 بعد تعرضه للتعذيب.
  • الآخر قُتل في مونتينيغرو بنفس العام بعد تعرضه للتعذيب أيضًا.
  • أحد القتلة المأجورين الكولومبيين توفي عام 2023 بسبب تسمم بمبيد حشري، وفقًا للإنتربول.
  • الشخص الذي تولى قيادة العملية اعتُقل في مونتينيغرو في فبراير 2024، وقد تصدر أمر اعتقال بحقه في النمسا، لكن قرار تسليمه إلى فيينا لا يزال بيد السلطات المونتينيغرية.

الهدف المزعوم للاغتيال: “لا أعلم لماذا أرادوا قتلي”

أثناء المحاكمة، استدعي الرجل البالغ من العمر 57 عامًا الذي كان مستهدفًا للاغتيال كشاهد، لكنه قال إنه لا يعرف سبب استهدافه، مضيفًا: “هذا السؤال يجب أن يوجه إلى المتهم”.

عند سؤاله عن ارتباطه بعصابة تتاجر بالمخدرات، أجاب: “أنا أب لستة أطفال ولم يكن لي أي علاقة بالمنظمات الإجرامية في حياتي”، لكنه أقر بأنه يحمل موقفًا عدائيًا تجاه عصابة “سكالجاري”.

كما تم استدعاء رجل آخر يبلغ من العمر 47 عامًا كان أيضًا هدفًا محتملاً للعملية، لكنه أكد أنه ليس له أي صلة بالنزاع.

نزاع دموي بين عصابتي “سكالجاري” و”كافاتش”

وفقًا لمحقق من المكتب الفيدرالي لمكافحة الجريمة (BKA)، فإن هاتين العصابتين تتنازعان منذ أكثر من عشر سنوات، حيث تعود جذورهما إلى بلدتيهما في مونتينيغرو، ويُعتقد أنهما مسؤولتان عن أكثر من 80 جريمة قتل في أوروبا.

وأوضح المحقق أن هذه المؤامرة الفاشلة كانت بمثابة انتقام لمقتل فلاديمير ر.، العضو في “كافاتش”، والذي قُتل بطلقة في الرأس أمام مطعم “فيغل مولر” الشهير في فيينا عام 2018.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى