“محتال الحب”.. السجن سنتان لشاب يبلغ من العمر 26 عاماً بعد استدراجه 12 امرأة وسلبهن 147 ألف يورو لتمويل قمارِه
صدر حكم قضائي نهائي بسجن شاب يبلغ من العمر 26 عاماً لمدة سنتين في فيينا، منها ثمانية أشهر نافذة، لإدانته بـ احتيال عاطفي (Love-Scamming) على اثنتي عشرة امرأة شابة على مدار أربع سنوات. وتمكن المدان من سلب الضحايا ما مجموعه 147,000 يورو من خلال عملية الاحتيال التي يقوم فيها بتزييف المشاعر على منصات المواعدة والإنترنت، بحسب وكالة الأنباء النمساوية (APA).
تمويل إدمان القمار على حساب الضحايا
لخصت القاضية Julia Nagy نتائج الإثباتات في حيثيات الحكم، قائلة للمتهم: “لقد سمحت لضحاياك بتمويل إدمانك على القمار. واستمررت في فعل ذلك حتى تم وضعك في الحبس الاحتياطي“. وألزمت المحكمة الشاب البالغ 26 عاماً، بموجب أمر قضائي نهائي، بـ الخضوع للعلاج للتخلص من إدمانه على القمار، كما أمرت بوضعه تحت المراقبة القضائية.
ووفقاً للاستنتاجات القضائية النهائية، حصل المدان على مبلغ 147,000 يورو من ضحاياه عبر إيهامهن بأنه بحاجة ماسة للمال لإجراء عملية جراحية للأسنان، أو تغطية تكاليف جنازة، أو إصلاح سيارته. كما ادعى كذباً أنه يحتاج للمال لدفع غرامات شرطة مزعومة، وإلا فإنه سيواجه خطر الترحيل. ويحمل الرجل الجنسية الرومانية، على الرغم من أن اسمه الأول إسباني.
النيابة تصف سلوك المتهم بـ “الوقاحة والكراهية للمرأة”
كان المدان، الذي يعمل كمستشار أزياء متدرب ولكنه لم يكن يمارس عملاً منتظماً بأجر في الآونة الأخيرة، يثير موضوع الحاجة للمال حتى قبل اللقاءات الأولى مع ضحاياه. ورغم ذلك، كان يرفض في البداية عروض المساعدة الأولى. ويقبع المتهم في الحبس الاحتياطي منذ حوالي ثمانية أشهر لوجود خطر استمرار ارتكابه الجرائم.
واستخدمت المدعية العامة كلمات قاسية لوصف سلوك المتهم، مؤكدة أن تصرفاته “لا يمكن تجاوزها في وقاحتها وكراهيتها للمرأة وخداعها“.
وقالت المدعية العامة إن الرجل “أخضع” الشابات المتضررات عبر “الإساءة العاطفية” وتسبب لهن بـ “صدمات نفسية دائمة“. وأضافت: “لقد كسر قلوبهن. ولم يعدن يثقن بأحد“. وأشارت إلى أن بعض النساء كن يعتقدن أنهن في علاقة حقيقية مع المتهم، ولم يكتشفن إلا عن طريق الشرطة أن له شريكة حياة ثابتة وأنه كان يمارس ما يصل إلى ثلاث علاقات جنسية في وقت واحد.
المتهم يبرر أفعاله بإدمان القمار
اعترف المتهم بمعظم التهم، لكنه أشار إلى أن علاقاته كانت “علاقات غير جادة” بدأت بعد مواعيد عبر تطبيق Tinder و “لم تكن شيئاً ملزماً“، وقال: “لم أكن أبحث عن الحب الكبير. كانت في البداية علاقات جنسية. جاء موضوع أخذ المال بشكل عفوي. لم يكن مخططاً له“. وأضاف أنه “مذنب بمعنى أنني استعرت المال وكذبت. لكن أنني فعلت ذلك بسوء نية، فهذا غير صحيح“.
وزعم الشاب البالغ 26 عاماً أن إدمانه على القمار كان الدافع وراء أفعاله، مشيراً إلى أنه خسر وظيفته بسببه. وأشار محاميه إلى أن النساء قدمن المال لموكله “طواعية”، بل إنهن في بعض الأحيان “أصررن” على إعطائه. وقال: “في مرحلة ما، كان قد اقترض الكثير لدرجة أنه أصبح من الواضح أنه لن يتمكن من سداده“.
“شعرت بالخجل والإحراج”
أكد المتهم لهيئة المحلفين: “كنت آمل دائماً أن أربح وأتمكن من سداد المبلغ“. فردت عليه القاضية Julia Nagy: “أربع سنوات متتالية؟” فأجاب الشاب البالغ 26 عاماً: “فقدت الإحساس بالوقت“. وعندما سُئل لماذا لم يصارح النساء بمشاكله المالية، رد: “كان الأمر غير مريح ومحرج بالنسبة لي“.
أكبر مبلغ حصل عليه كان من امرأة تبلغ 33 عاماً كانت على علاقة حميمة به من يناير إلى مايو 2024. ووصفت المرأة للمحكمة كيف بدأ يطلب المال بعد بضعة أسابيع، قائلة: “في إحدى المرات قال إنها غرامة قضائية وإلا فإنه سيدخل السجن، وفي مرة أخرى قال إن والدته توفيت. صدقته في كل شيء“.
وفي النهاية، فقدت المرأة أكثر من 42 ألف يورو، وقالت: “صُدمت من حجم المبلغ“. وأضافت أن الرجل كان يضغط عليها عاطفياً: “قال إنه ليس لديه أحد سواي وأنه سينتحر إذا لم أساعده. وهذا يؤثر علي حقاً“.
