مركز DÖW يدعو لتسريع تنفيذ خطة مكافحة التطرف اليميني لأن الحكومة تفتقر للاستراتيجية المواجهة

طالب مركز توثيق المقاومة النمساوية (DÖW) الحكومة بالإسراع في تنفيذ خطة العمل الوطنية ضد التطرف اليميني، مشيراً إلى بطء الإجراءات رغم إدراجها في البرنامج الحكومي وإسنادها إلى وزارة الداخلية، جاء ذلك في تصريحات أدلى بها المدير العلمي للمركز، أندرياس كرانبيتر، يوم الجمعة 25 يوليو 2025، في مقابلة مع وكالة الأنباء النمساوية (APA).

قال كرانبيتر إن مركز DÖW، الذي تعرض في الآونة الأخيرة لسلسلة من الهجمات اللفظية من قبل حزب الحرية النمساوي (FPÖ)، لا يتأثر بهذه الهجمات في معظم الأحيان، معتبراً أن أكثر من 200 استفسار برلماني وُجهت مؤخراً إلى الوزارات من جانب FPÖ هي جزء من “استراتيجية واعية” تستهدف المركز.

انتقادات لتباطؤ الحكومة في مواجهة التطرف

أوضح كرانبيتر أن هناك “إرادة” من جانب وزير الداخلية غيرهارد كارنر (ÖVP) وكاتب الدولة لشؤون حماية الدولة يورغ لايشتفرايد (SPÖ) لتطبيق خطة مكافحة التطرف، لكن التطبيق العملي لا يعكس هذا الالتزام، وأضاف: “لا أسمع عن وجود استراتيجية، ولا أرى مبادرات كافية، وهذا أمر مخيب للآمال بعد مرور نصف عام على تشكيل الحكومة”.

وشدد كرانبيتر على أن خطة العمل الوطنية لا تقتصر على الأبحاث وإصدار التقارير مثل تقرير DÖW السنوي عن التطرف اليميني، بل يجب أن تشمل برامج فعالة مثل برنامج “Exit” الألماني الموجه لمساعدة المتطرفين على الخروج من الأوساط اليمينية المتشددة، وأكد أن النمسا تفتقر إلى مثل هذه البرامج، مشيراً إلى مبادرات فعالة تقودها منظمة “Neustart” المعنية بالإشراف الاجتماعي على المحكومين، لكنها لا تستطيع تحمل العبء بمفردها.

كما طالب بتوسيع نطاق حماية الضحايا، داعياً إلى توفير المزيد من الموارد المالية لهذا الغرض.

تواصل محدود مع FPÖ ودعوى قضائية ناجحة

أشار كرانبيتر إلى وجود حوار بنّاء مع ممثلي أربعة من الأحزاب الخمسة الممثلة في البرلمان النمساوي فيما يخص سياسات التذكير بالتاريخ ومواجهة التطرف، قائلاً: “هناك العديد من الأفكار والآذان المصغية.” أما بالنسبة للحزب الخامس، FPÖ، فأوضح أن العلاقة تقتصر في الغالب على المواجهات القضائية، مضيفاً بتهكم: “نلتقي عادة أمام المحاكم.”

وفي هذا السياق، أشار كرانبيتر إلى حكم قضائي صدر الأربعاء الماضي، فاز فيه مركز DÖW أمام محكمة ابتدائية ضد مايكل غروبر، السكرتير الإقليمي لحزب FPÖ في النمسا العليا، والذي ادعى أن المركز لا علاقة له بالعمل العلمي، وهو ما حظر عليه القضاء تكراره.

وختم كرانبيتر تصريحه بالقول: “عندما تراقب وتوثق التطرف اليميني، فإن هذا التطرف يصرخ في وجهك.”

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى