“مزرعة الذباب” في Simmering بفيينا تُنتج أسمدة وأعلافاً من بقايا الطعام بكميات هائلة تعالج 100 ألف طن من المخلفات سنوياً
تتم تربية “الذباب الجندي الأسود” (Schwarze Soldatenfliege) في مصنع بفيينا، في منطقة Simmering، وذلك بهدف إنتاج أعلاف وأسمدة. وتقوم شركة Livin Farms بتحويل مخلفات إنتاج الأعلاف والمواد الغذائية إلى أعلاف مرة أخرى لاستخدامها في تربية المواشي، بحسب وكالة الأنباء النمساوية (APA).
تضع آلاف من حشرات “الذباب الجندي الأسود” بيوضها في قفص داخل منشأة المصنع في Simmering. وتُعد هذه البيوض أحد المنتجات الرئيسية التي تنتجها شركة Livin Farms في هذا الموقع. وقالت المؤسسة Katharina Unger: “نقوم بإنتاج صغار يرقات الذباب الجندي الأسود، ونقوم بتعبئتها وتحديد جرعاتها مسبقاً وشحنها إلى عملائنا، حتى يتمكن هؤلاء العملاء من تسمينها في منشآتهم وحصادها لاستخدامها في أعلاف الحيوانات”.
هدف توفير الموارد
انطلقت شركة Livin Farms في عام 2018. ووفقاً لـ Unger، يتمثل الهدف في إنتاج الغذاء والأعلاف مع توفير الموارد. وأضافت أن الشركة منشغلة بإحداث تغيير وتحسين في صناعة الأغذية والأعلاف، سواء فيما يتعلق بالانبعاثات أو الفوائد للحيوانات والبشر.
ويشمل ذلك تغذية اليرقات ببقايا ومخلفات إنتاج المواد الغذائية. وأوضحت Unger: “تأكل هذه اليرقات المخلفات، وتعالجها وتحولها إلى بروتين ودهون عالية الجودة، وتكون المادة المتبقية منها سماداً يمكن استخدامه مرة أخرى في القطاع الزراعي”. ويتم إنتاج خمسة مليارات يرقة سنوياً في منشأة Simmering.
ستة منشآت في أوروبا
أكدت Unger أن منشأة الإنتاج الأوتوماتيكية بالكامل هي أيضاً تطوير خاص لشركة Livin Farms ويتم بيعها في جميع أنحاء أوروبا. وقالت: “لدينا حالياً ستة مشاريع لبناء منشآت في جميع أنحاء أوروبا، وهذه المنشآت تعالج 100,000 طن من المخلفات سنوياً وتحولها إلى بروتينات حشرية ودهون وأسمدة. هدفنا هو بناء 50 منشأة في جميع أنحاء أوروبا بحلول عام 2030، وبالتالي معالجة مليون طن من المخلفات”.
يمكن استخدام منتجات الحشرات في تربية الخنازير أو الدجاج أو الأسماك. كما يمكن استخدامها كأسمدة للنباتات. وقد جاءت فكرة “مزرعة الحشرات” للمؤسسة أثناء إقامتها في شرق آسيا. وقالت المؤسسة Katharina Unger: “لقد نشأت في مزرعة في Südburgenland [النمسا]، ثم انتقلت إلى هونغ كونغ، وعشت هناك سبع سنوات. هناك، المساحة محدودة جداً، ويجب أن يكون بالإمكان إنتاج الكثير في مساحة صغيرة، وهو ما سيكون ضرورياً في المستقبل أيضاً. ولهذا السبب، كان الهدف هو إنتاج البروتين بأقل بصمة بيئية في العالم”.



