من أقبية سجون الأسد إلى فيينا.. رحلة عمر الشعّار في البحث عن الحقيقة
فيينا – INFOGRAT:
عاش عمر الشعّار تجربة مريرة في سجون النظام السوري، حيث عانى من التعذيب والاحتجاز التعسفي، لكنه اليوم يواصل نضاله لتحقيق العدالة والكشف عن مصير المختفين قسريًا.
تفاصيل رحلة الألم
في حديثه عن تجربته مع صحيفة profil النمساوية، يؤكد الشعّار دائمًا: “لم أعانِ مثل الكثيرين.” على الرغم من ذلك، فقد تعرّض خلال الأشهر الاثني عشر التي قضاها في السجن لشتى أنواع التعذيب، من الضرب المبرح والحرق بالسجائر إلى ظروف احتجاز مهينة. “لكن، على الأقل، نجوت من الصدمات الكهربائية”، يقول الشعّار، في إشارة إلى المعاناة المفرطة التي واجهها العديد من المعتقلين.
البداية: اعتقال وتعذيب
تم اعتقال الشعّار لأول مرة في نوفمبر 2013 من منزله قرب دمشق، حيث كان يعمل صحفيًا ورئيس تحرير منصة إعلامية مستقلة. وأثناء مداهمة منزله، صادر رجال الاستخبارات الأجهزة الإلكترونية واتهموه بدعم الإرهاب. في أول أيامه بالسجن، تعرض لما يسمى بـ”حفلة الترحيب”، وهي عبارة عن جولة من الضرب المبرح. يؤكد الشعّار أن الهدف لم يكن الحصول على معلومات، بل الانتقام منه بسبب آرائه المستقلة.
“حفلة تعذيب” وأمل جديد
في عام 2014، أُطلق سراح الشعّار بعد احتجاز دام عشرة أشهر، إلا أن اعتقالًا ثانيًا تبعه أثناء عودته من لبنان إلى دمشق. خلال فترة احتجازه الثانية، التقى بضابط نصحه بأن يروي قصته للعالم. وبعد عدة أسابيع من الاعتقال، أُفرج عنه نهائيًا في ديسمبر 2014.
المنفى والعمل من أجل العدالة
بعد إطلاق سراحه، اضطر الشعّار وزوجته لمغادرة سوريا بسبب التهديدات الأمنية. استقر الزوجان في فيينا عام 2016، حيث يعمل الشعّار الآن مترجمًا مع منظمة كاريتاس ويشارك في مبادرات للكشف عن مصير المختفين قسريًا.
رسالة إلى العالم
يقول الشعّار: “أريد أن أكون صوتًا للمفقودين.” يؤكد أن الوقت قد حان لمنح عائلات المختفين حقهم في معرفة الحقيقة ومصير أحبائهم. يرى الشعّار أن العدالة تبدأ بالكشف عن مصير المختفين ومنح الأمهات قبورًا يزورونها لتخليد ذكرى أبنائهن.



