من مدغشقر إلى فيينا.. إطلاق اسم باحث نمساوي على اكتشاف معدني عالمي يغيّر فهم العلماء للتورمالين

فيينا – INFOGRAT:

أعلن فريق بحث دولي عن اكتشاف معدن جديد ينتمي إلى مجموعة التورمالين وأُطلق عليه اسم “Ertlit”، تكريمًا للعالم النمساوي Andreas Ertl، الباحث في المتحف الطبيعي في فيينا (NHM) وجامعة فيينا، تقديرًا لمساهماته البارزة في دراسة التورمالين وتركيبه الكيميائي الفريد، بحسب وكالة الأنباء النمساوية (APA).

تمّ تسجيل الاكتشاف رسميًا من قبل الرابطة الدولية لعلوم المعادن (IMA)، حيث أكد العلماء أن التركيب الكيميائي غير المعتاد للمعدن، وخاصة احتواؤه على نسب عالية من عنصر البور (Boron) في مواقع غير تقليدية داخل بنية البلورات، يعدّ دليلاً على نظريات تنبأ بها Ertl منذ ثمانينيات القرن الماضي.

من حجر نادر إلى اعتراف عالمي

المعدن الجديد الذي يحمل اسم “Ertlit” تمّ العثور عليه لأول مرة في مدغشقر، قبل أن يتم تداوله عبر تاجر محلي للأحجار الكريمة في النمسا. لاحقًا، أظهرت تحاليل دقيقة أجراها فريق علمي من السويد، والتشيك، والنمسا، وألمانيا، وكندا، والولايات المتحدة أن الحجر يحتوي على خصائص بلورية وكيميائية غير معهودة.

وبحسب البيان الصادر، يُعد هذا الاكتشاف نادرًا من حيث الحجم أيضًا، إذ إن معظم المعادن المكتشفة حديثًا تكون مجهرية. أما “Ertlit”، فهو يتكون من بلورات ضخمة تتعدد ألوانها وأشكالها.

Ertl: من شكوك علمية إلى إثبات طبيعي

صرّح Ertl قائلاً: “عندما بدأت أبحاثي حول إمكانية وجود البور في هذه المواضع المحددة من بلورات التورمالين في الثمانينيات، لم يكن ذلك مقبولًا علميًا”. وأضاف: “الطبيعة قدمت الآن دليلًا باهرًا يؤكد صحة هذه الفرضيات”. يُذكر أن Ertl سبق له أيضًا تصنيف معدن جديد تم اكتشافه في منطقة Waldviertel شمال النمسا، تحت اسم “Alumino-Oxy-Rossmanit”.

اكتشافات أخرى في ميانمار وكورآلبه

أكد Uwe Kolitsch، مدير قسم المعادن والصخور في المتحف الطبيعي بفيينا، أن عينة من ميانمار تُظهر أيضًا صفات “Ertlit”، ما يعني توثيق موقع جديد لوجود هذا المعدن. كما أشار Ertl إلى عينة أخرى من منطقة كورآلبه (Koralpe) على الحدود بين ولايتي شتايرمارك وكيرنتن، وهو ما يجعل الاكتشاف أكثر إثارة نظرًا لندرة وجود المعادن الجديدة بهذه الكثافة خارج المختبرات.

استخدامات علمية وتكنولوجية واعدة

يعتقد العلماء أن “Ertlit” يحمل إمكانات علمية وصناعية كبيرة، فتركيبته الكيميائية الفريدة قد تساعد في فهم آليات تكوّن الجبال والتاريخ الجيولوجي للأرض. كما يمكن استخدام التورمالينات المصنعة ذات الخصائص المشابهة في تطبيقات مثل المجسات الحرارية ومجسات الضغط.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى