مهرجان الفرح في فيينا يحيي الذكرى الـ80 لنهاية الحرب العالمية برسالة ضد النسيان

يقام مساء اليوم على ميدان Heldenplatz في قلب العاصمة النمساوية فيينا “مهرجان الفرح – Fest der Freude” في نسخته الثالثة عشرة، وذلك إحياءً للذكرى الثمانين لنهاية الحرب العالمية الثانية، ولتأكيد التزام المجتمع النمساوي بقيم السلام، والتصدي للنسيان، ومواجهة أوجه التطرّف.

وبحسب وكالة الأنباء النمساوية (APA)، تنظّم اللجنة النمساوية لمعسكر ماوتهاوزن – Mauthausen Komitee Österreich (MKÖ) هذه الفعالية، التي تحوّلت إلى تقليد سنوي يرمز إلى الذاكرة الجماعية الرافضة لنسيان فظائع النظام النازي، ويركّز موضوع المهرجان هذا العام على شعار: “من أجل عدم التكرار أبداً، ومن أجل السلام في أوروبا – Für ein Niemals-wieder und Frieden in Europa”. وقد يحضر الفعالية الرئيس الاتحادي للنمسا ألكسندر فان دير بيلين – Alexander Van der Bellen، إلى جانب شخصيات رسمية وثقافية بارزة.

شهادات حية من حقبة الجحيم

ألقى الصحفي والناجي من أهوال تلك الحقبة بول لندفاي – Paul Lendvai كلمة مؤثرة خلال الأمسية، استعرض فيها تجربته الشخصية مع الاضطهاد والفرار من وطنه. وقد وُلد لندفاي في بودابست عام 1929، وهرب إلى فيينا عام 1957، ومنذ ذلك الحين كرّس حياته للدفاع عن الديمقراطية وذاكرة التاريخ.

الويس سمفونيكر تواكب الحدث موسيقياً

ترافق أوركسترا فيينا السيمفونية – Wiener Symphoniker الأمسية موسيقياً، في أداء تقليدي يحمل طابع الوقار والتأمل، ويجرى خلال البرنامج العرض الأول في النمسا لمقطوعة Requiem A، وهي عمل موسيقي جديد من تأليف الملحن الألماني سفين هيلبيغ – Sven Helbig. ويدير الأمسية الممثلة النمساوية كاثرينا شتيمبرغر – Katharina Stemberger.

إحياء الذاكرة بالتعاون مع مؤسسات المجتمع المدني

يحظى المهرجان بدعم من الطائفة اليهودية في فيينا – Israelitische Kultusgemeinde Wien، ومن أرشيف توثيق المقاومة النمساوية – Dokumentationsarchiv des österreichischen Widerstandes (DÖW). ومن المتوقع، بحسب المنظمين، أن يحضر الحدث عشرات الآلاف من الزوار من داخل البلاد وخارجها، بالإضافة إلى وفود دولية وبعض آخر الناجين من معسكر الاعتقال ماوتهاوزن – Mauthausen.

فعاليات موازية ودعوة للوعي التاريخي

بموازاة المهرجان، أعلن بيت تاريخ النمسا – Haus der Geschichte Österreich (hdgö) عن فتح أبوابه مجاناً يومي 8 و15 مايو/أيار، في إطار إحياء سنة الذكرى.

وأكد ويلي ميرني – Willi Mernyi، رئيس اللجنة المنظمة MKÖ، أنّ رسالة المهرجان لهذا العام أكثر إلحاحاً من أي وقت مضى، مشيراً إلى أن “الحرب عادت إلى أوروبا، وخطاب الكراهية والتطرف اليميني في تزايد، مما يتطلب أن يكون صوتنا أوضح من أي وقت مضى”. وأضاف أنّ موضوع هذا العام لا يسلط الضوء فقط على الأبعاد التاريخية للذكرى، بل يدعو أيضاً إلى اليقظة الدائمة في وجه التهديدات التي تواجه القيم الديمقراطية في الحاضر.

تفاصيل تنظيمية

أوضح المنظمون أنّ الدخول إلى المهرجان مجاني ومفتوح للجميع، ويُقام مهما كانت الأحوال الجوية، كما تخصّص مقاعد محدودة لكبار السن والأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة، دون إمكانية للحجز المسبق.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى