نقص في السلع الأساسية بالأسواق الاجتماعية في فيينا بسبب تزايد الإقبال وتراجع التبرعات

فييناINFOGRAT:

أصبحت الأسواق الاجتماعية نقطة لجوء لا غنى عنها للعديد من سكان فيينا لتأمين المواد الغذائية بأسعار منخفضة، وشهدت هذه الأسواق في السنوات الأخيرة تزايداً ملحوظاً في الإقبال، لكن عدم ارتفاع التبرعات أدى بشكل متزايد إلى نقص في الإمدادات، خصوصاً فيما يتعلق بـ السلع الغذائية الأساسية، بحسب وكالة الأنباء النمساوية (APA).

ووفقاً لـ جمعية السامريين (Samariterbund Wien)، فإن النقص يتزايد بشكل خاص في السلع الأساسية مثل الزيت، والزبدة، والأرز، والمعكرونة (الباستا)، والطحين (الدقيق). وفي بيان صحفي، أوضح غيورغ يِلِينْكُو (Georg Jelenko)، رئيس الأسواق الاجتماعية في الجمعية: “بسبب تزايد الطلب، أصبحنا نصل إلى حدود طاقتنا بشكل متكرر. تنفد المواد الغذائية الأساسية بسرعة كبيرة”.

وتؤكد الأرقام هذا التطور بوضوح، ففي السنوات الثلاث الماضية، ارتفع عدد الأشخاص المخولين بالتسوق في الأسواق الاجتماعية التابعة لـ جمعية السامريين بنحو 30 في المائة، حيث قفز من 20,000 إلى 26,000 شخص حالياً.

زيادة الفقر وراء الإقبال المتزايد

كما يشعر أكبر مُشغّل للأسواق الاجتماعية في فيينا، وهو جمعية “ستارت آب” (Start Up)، بالازدحام المتزايد. وقال ماريوس أيْغْنَر (Marius Aigner)، نائب رئيس الجمعية: “نلاحظ أن الفقر في النمسا يتزايد“. وأشار إلى أن الارتفاع الكبير في أسعار المواد الغذائية على وجه الخصوص هو ما جعل المزيد والمزيد من الناس يعتمدون على الأسواق الاجتماعية. وقبل جائحة كورونا، كان عدد الأعضاء في جمعية Start Up يزيد قليلاً عن 14,000 عضو، ولكنه يتجاوز اليوم 100,000 عضو.

تكمن المشكلة الرئيسية في أنه بينما ارتفع الطلب على الأسواق الاجتماعية في السنوات الأخيرة، انخفضت التبرعات. فـ السلع الغذائية الأساسية طويلة الأجل نادراً ما تصل إلى أرفف هذه الأسواق عن طريق التبرعات. وأوضح بِيتر كُولهْس (Peter Kohls)، رئيس الأسواق الاجتماعية في المؤسسة المساعدة في فيينا (Wiener Hilfswerk): “كلما كانت صلاحية المنتج الغذائي أقصر، زادت احتمالية التبرع به”. في المقابل، نادراً ما يتم التبرع بمنتجات ذات صلاحية طويلة، مثل الزيت، والأرز، والمعكرونة، أو الملح.

توجه الشركات نحو “أكياس الإنقاذ” والتطبيقات الرقمية

يُضاف إلى ذلك أن الشركات المانحة، مثل سلاسل المتاجر الكبرى، وتجار الجملة، والمخابز، ومؤسسات تقديم الطعام، أصبحت تدير أعمالها بكفاءة أكبر. وقال ماريوس أيْغْنَر من جمعية Start Up: “لم تعد المتاجر الكبرى تستلم سوى ما يمكنها بيعه بالفعل”. أما البضائع الفائضة المتبقية، فقد أصبحت تُباع بشكل متزايد في ما يُعرف بـ “أكياس الإنقاذ” (Rettungssackerln) أو يتم بيعها بأسعار مخفضة عبر تطبيقات إنقاذ الطعام مثل “تُو غُود تُو غُو” (Too Good To Go)، بدلاً من التبرع بها للأسواق الاجتماعية.

الشراء المباشر بدلاً من التبرع

نظراً لندرة التبرع بالمواد الغذائية الأساسية طويلة الأمد، تتدخل جمعية Start Up بنفسها، وتقوم بشراء الزيت والأرز والمعكرونة والطحين والملح مباشرة من المنتجين أو من تجار الجملة بأسعار مخفضة. وأكد أيْغْنَر: “نحن نقدم هذه المنتجات لأعضائنا دون هامش ربح لمنع نفاذها”.

من جهته، أكد أوليڤِر لُوهْلَايْن (Oliver Löhlein)، المدير الإقليمي لـ جمعية السامريين: “الأمر لا يتعلق فقط بتوفير المواد الغذائية بأسعار معقولة، بل أيضاً بضرورة ألا يشعر أحد بأنه مرفوض. كل عربة تسوق ممتلئة تعني جزءاً من الأمان، وهذا بالضبط ما نحتاجه أكثر”.

وبينما يؤكد بِيتر كُولهْس من المؤسسة المساعدة في فيينا على أهمية الأسواق الاجتماعية، إلا أنه ينظر بقلق إلى المستقبل: ففي ضوء التطورات الحالية، أعرب عن قلقه “حول ما إذا كان يمكن الحفاظ على هذا العرض بالشكل الحالي في السنوات الخمس المقبلة، لضمان استمرار إمداد الأشخاص المعرضين لخطر الفقر”.

مباشر لأحدث القصص

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى