وزيرة الاندماج النمساوية: 75 ألف لاجئ من سوريا وأفغانستان يتلقون مساعدات اجتماعية معظمهم في فيينا

كشفت وزيرة الاندماج النمساوية كلاوديا بلاكولم (حزب الشعب – ÖVP) عن خطة حكومية لتشديد قواعد الاستفادة من المساعدات الاجتماعية، وذلك في أعقاب تقارير عن حصول نحو 75,000 لاجئ من سوريا وأفغانستان على إعانات اجتماعية في البلاد، كما أعلنت عن برنامج اندماج إلزامي يتضمن عقوبات بحق من لا يلتزم بشروطه.

وبحسب صحيفة Heute النمساوية، أعلنت وزيرة شؤون الشباب والاندماج كلاوديا بلاكولم في تصريحات صباح السبت، أن البطالة تمثّل عبئًا هائلًا على النظام الاجتماعي النمساوي، وأن الحكومة ستطلق خلال اجتماع مجلس الوزراء يوم الأربعاء المقبل برنامج اندماج إلزامي. ويتضمن البرنامج عقوبات مالية وتنظيمية لمن لا يلتزم بمتطلباته من تعلم اللغة الألمانية، واحترام القوانين والقيم المحلية، والرغبة في الانخراط في سوق العمل.

حالة فردية تثير الجدل: أسرة سورية تتلقى 9,000 يورو شهريًا

جاءت تصريحات بلاكولم في أعقاب تقرير لصحيفة Kronen Zeitung حول عائلة سورية كبيرة تقيم في فيينا، تتكون من أب وأم وأحد عشر طفلًا، يُقال إنها تتلقى حوالي 9,000 يورو شهريًا كمساعدات، منها 6,000 يورو كمساعدات الحد الأدنى للمعيشة (Mindestsicherung)، بالإضافة إلى حوالي 3,000 يورو كمخصصات عائلية ومساعدات أخرى، وقد أثار هذا التقرير موجة من الجدل السياسي والإعلامي.

وصفت الوزيرة هذا النوع من الحالات بأنه “صفعة في وجه من يعملون ويدفعون الضرائب في هذا البلد”، مؤكدة أنه لا يجوز أن يتم استغلال النظام الاجتماعي على هذا النحو، وأن الهدف يجب أن يكون إدماج الوافدين في سوق العمل والمجتمع.

أكثر من 266,000 شخص يتلقون المساعدة الاجتماعية في النمسا

وفقًا لبيانات وزارة الاندماج، فقد بلغ عدد المستفيدين من المساعدات الاجتماعية في النمسا خلال عام 2024 نحو 266,000 شخص، أكثر من 72% منهم يعيشون في فيينا، تليها ولاية شتايرمارك بنسبة 8%. وتشير الإحصاءات إلى أن نسبة الأجانب بين متلقي الإعانات تتجاوز 50% في عدد من الولايات:

  • فيينا: 67%
  • فورآرلبرغ: 61%
  • تيرول: 62%
  • شتايرمارك: 51%

74,650 مستفيدًا من سوريا وأفغانستان

أفادت الأرقام الرسمية بأن 58,750 شخصًا من سوريا و15,900 من أفغانستان كانوا من بين المستفيدين من المساعدات الاجتماعية في عام 2024، يليهم 9,350 مواطنًا من روسيا. ووصفت بلاكولم هذا الوضع بأنه يتطلب “استجابة سياسية صارمة” من خلال إلزام اللاجئين والمهاجرين بالمشاركة في برامج اندماج ذات طابع إجباري.

عقوبات للرافضين

أوضحت بلاكولم أن العقوبات ضمن البرنامج الجديد تشمل:

  • تقليص أو وقف المساعدات المالية
  • خفض المخصصات الشخصية (مثل “المال اليومي” لطالبي اللجوء)
  • غرامات إدارية

وقالت الوزيرة: “نحن نريد دفع الناس بقوة نحو الاندماج، وإذا لزم الأمر، فليكن ذلك عبر العقوبات”.

البطالة تهدد الاندماج

أشارت بلاكولم إلى أن البطالة “سم قاتل للاندماج”، لأنها تمنع اللاجئين والمهاجرين من ممارسة اللغة الألمانية والتفاعل مع المجتمع، كما تُثقل كاهل الميزانية العامة. وأضافت: “من لا يريد أن يكون جزءًا من مجتمعنا، لن يمكنه البقاء على هذا النحو”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى