وزيرة الاندماج: ثلث اللاجئين السوريين والأفغان والعراقيين في النمسا بلا عمل بعد 8 سنوات من الإقامة بسبب المساعدات الاجتماعية
كشفت بيانات رسمية حديثة عن تفاقم معدلات البطالة بين اللاجئين القادمين من سوريا وأفغانستان والعراق في النمسا، حيث تبين أن واحدًا من كل ثلاثة أفراد من هذه الفئة لا يزال بلا عمل بعد ثمانية أعوام من الإقامة، فيما ألقت وزيرة الاندماج كلاوديا بلاكولم (Claudia Plakolm) باللوم على نظام المساعدات الاجتماعية، واعتبرته العائق الأول أمام الاندماج، بحسب صحيفة Heute النمساوية.
أظهرت الإحصائيات الصادرة في التقرير السنوي “الهجرة والاندماج 2025” بالإضافة إلى دراسة “مسارات التوظيف للمهاجرين IV”، أن 40% من الحاصلين على اللجوء أو الحماية الفرعية منذ عام 2019 ما زالوا عاطلين عن العمل حتى عام 2023، وبعد مرور ثماني سنوات من الإقامة في النمسا، لا يزال 31% من هذه الفئة – أي ما يعادل واحدًا من كل ثلاثة – خارج سوق العمل.
وأشارت البيانات إلى أن الأشخاص من سوريا وأفغانستان والعراق يعانون بشكل خاص، إذ تبلغ نسبة البطالة بينهم أكثر من 31%، أي ما يقرب من ستة أضعاف المعدل الوطني بين النمساويين (5.7%). وتبدو الأرقام أكثر حدة في الفئة العمرية من 20 إلى 34 عامًا، حيث لا يعمل سوى 23.7% منهم، مقارنة بأكثر من 85% بين النمساويين في نفس الفئة.
ضعف مشاركة النساء في سوق العمل
وتُظهر الأرقام فجوة كبيرة في معدلات التوظيف بين النساء. ففي حين تبلغ نسبة النساء العاملات من الدول الثلاث المذكورة 24% فقط، فإن النسبة تصل إلى 60% بين جميع النساء من دول خارج الاتحاد الأوروبي، و71% بين النساء النمساويات.
انخفاض الالتزام بدورات الاندماج وتعليم اللغة
أفادت تقارير رسمية بأن 12,539 شخصًا من هذه الفئات قد انسحبوا من دورات تعليم اللغة الألمانية، وهو ما تعتبره وزارة الاندماج مؤشراً على ضعف الرغبة في الاندماج.
وقالت الوزيرة بلاكولم، إن “المساعدات الاجتماعية تُعد أكبر معرقل للاندماج، لأن من يستطيع العيش براحة من هذه المساعدات، لن يجد دافعًا لتعلم اللغة أو دخول سوق العمل”، وأشارت إلى أن من يعيش في النمسا عليه الالتزام بتعلم الألمانية والعمل واحترام القوانين والقيم، مضيفة أن من لا يلتزم بذلك “عليه أن يتوقع عقوبات في المستقبل”.
العمل كمكان للاندماج الحقيقي
أبرزت نتائج “مؤشر الاندماج” الصادر عن صندوق الاندماج النمساوي أن بيئة العمل تُعد المجال الأكثر إيجابية في التعايش بين المهاجرين والنمساويين، حيث قال 55% من المشاركين إن التعايش في أماكن العمل جيد أو جيد جدًا، بينما عبّر 33% عن رأي سلبي.
وفي المقابل، عبّر فقط 26% عن رضاهم عن التعايش في الأماكن العامة، و29% في الأحياء السكنية، و47% في مراكز التسوق. أما المدارس، فقد سُجل فيها أدنى تقييم لمستوى التعايش، حيث وصف 65% الوضع هناك بأنه سلبي، مقابل 25% فقط اعتبروه إيجابيًا.
واختتمت الوزيرة بلاكولم تصريحها بالقول: “العمل لا يمنح فقط معنى للحياة، بل هو أفضل مكان لتعلم اللغة الألمانية، والاندماج الحقيقي، وبناء العلاقات، أما من يرفض العمل بشكل دائم، فلن يصبح جزءًا من المجتمع، ولن يتحمل المسؤولية عن نفسه أو أسرته.”



