وزيرة الخارجية Meinl-Reisinger تؤكد رفضها القاطع لتدخل موسكو في الشؤون الداخلية للنمسا
أطلق الرئيس الروسي السابق Dmitri Medwedew، قبل أيام تهديدًا باستخدام القوة العسكرية ضد النمسا في حال انضمامها إلى حلف شمال الأطلسي (NATO)، فيما ردّت وزيرة الخارجية النمساوية Beate Meinl-Reisinger (حزب Neos) على هامش الاجتماع غير الرسمي لوزراء خارجية الاتحاد الأوروبي في كوبنهاغن، مؤكدة رفضها القاطع لتدخل موسكو في الشؤون الداخلية للنمسا، بحسب صحيفة kurier النمساوية.
قالت Meinl-Reisinger: “أرفض وبأشد العبارات أن تتدخل روسيا في شؤوننا الداخلية”. وأضافت أنّه يجب تكثيف الضغط على موسكو ووضع حد لدوامة العنف في الشرق الأوسط. وأوضحت أنّ التعديلات الجارية على استراتيجية الأمن القومي النمساوي تعود بالأساس إلى الحرب العدوانية الروسية ضد أوكرانيا، مؤكدة أنّ “النمساويين فقط هم من يقررون بحرية وسيادة ما يخص أمننا وحريتنا، وليس روسيا”.
وشددت الوزيرة على أنّ الحياد وحده لم يعد ضمانة كافية لحماية البلاد، وأشادت بالإجماع السياسي الواسع ضد التهديدات الروسية، حتى من حزب FPÖ.
من جهتها، قالت المتحدثة باسم السياسة الخارجية في حزب FPÖ، Susanne Fürst، إن “أي تهديدات من الخارج يجب رفضها بأشد العبارات”، لكنها اتهمت أحزاب ÖVP وSPÖ والخضر وNeos بخيانة مبدأ الحياد. فيما صعّد زعيم FPÖ، Herbert Kickl، هجومه على الوزيرة ووصف تصريحاتها بأنها “بالغة الخطورة”، معتبرًا أنها تشكل “مخاطرة بأمن النمسا”، ومضيفًا أنّ أمن البلاد “ليس مجالًا لتجارب حزب صغير أو لسعي وزيرة وراء مكاسب شخصية وسياسية”.
وفي سياق الاجتماع الوزاري في كوبنهاغن، تركزت المناقشات على الهجمات الروسية المكثفة ضد أوكرانيا، الحزمة التاسعة عشرة من العقوبات الأوروبية المرتقبة ضد موسكو، وكذلك رد الاتحاد الأوروبي على العمليات العسكرية الإسرائيلية في قطاع غزة ضد حركة حماس.
قالت Meinl-Reisinger إن قمة ألاسكا أثبتت أنّ الرئيس الروسي Wladimir Putin غير مهتم بمفاوضات سلام جدية، داعية إلى إبقاء الضغط على موسكو حتى التوصل إلى هدنة ومفاوضات حقيقية. أما بخصوص الشرق الأوسط، فقد شددت على ضرورة وقف دوامة العنف، مؤكدة أنّ فيينا وجهت رسالة واضحة “خصوصًا إلى القوى المتشددة في إسرائيل” بأن نهجها في غزة “غير مقبول”، مع ضرورة الضغط أيضًا على حركة حماس من أجل التوصل إلى وقف إطلاق النار وإطلاق سراح الرهائن. وأكدت أنّ الهدف يجب أن يكون حل الدولتين، مشيرة إلى أنّه لا يجوز أن تدفع الشعوب المدنية الفلسطينية ثمن جرائم حماس، وأن على إسرائيل الالتزام بالقانون الدولي، خاصة القانون الدولي الإنساني.
في موازاة ذلك، دعا الرئيس الأوكراني Wolodymyr Selenskyj المجتمع الدولي إلى اتخاذ “خطوات حقيقية” ضد روسيا، مؤكدًا أنّ الحرب “لن تنتهي بالتصريحات السياسية فقط”. وطالب بفرض رسوم جمركية قاسية على الدول التي تشتري النفط والغاز من موسكو مثل الصين والهند، وتشديد العقوبات في قطاعي الطاقة والمصارف.
كما شددت وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي Kaja Kallas على ضرورة ربط أي إعادة محتملة للأصول الروسية المجمّدة في الاتحاد الأوروبي بدفع موسكو تعويضات لأوكرانيا. وأكدت أنّ الحزمة الجديدة من العقوبات يجب أن تهدف إلى “أقصى درجات الضغط على روسيا”، مشيرة إلى خيارات تشمل حظر واردات جديدة، فرض رسوم جمركية إضافية، ملاحقة “الأسطول الظلّي الروسي” المستخدم للالتفاف على العقوبات، والتشديد على استخدام العملات الرقمية.
واعتبر وزير الخارجية الدنماركي Lars Løkke Rasmussen أنّ الرئيس الروسي “يحاول كسب الوقت”، محذرًا من أنه “لا يجب أن ينجح في ذلك، فاللغة الوحيدة التي يفهمها هي لغة الضغط القوي”.



