وزيرة خارجية النمسا: لسنا محايدين سياسيًا وعلى النمسا إدانة حرب بوتين
فيينا – INFOGRAT:
قدّمت وزيرة الخارجية النمساوية Beate Meinl-Reisinger، بعد مرور مئة يوم على توليها المنصب، تقييمًا شاملاً لأدائها في مقابلة صحفية، حيث شدّدت على أن النمسا ليست “محايدة سياسيًا”، ووضعت موقف بلادها الخارجي في سياق مؤيد بوضوح للاتحاد الأوروبي وأوكرانيا، وهاجمت حزب الحرية النمساوي (FPÖ) ورئيسه Herbert Kickl بسبب مواقفهما تجاه روسيا والحرب في أوكرانيا.
جاءت هذه التصريحات في حوار أجرته معها الصحفية Conny Bischofberger لصالح صحيفة “Krone” النمساوية، حيث استعرضت الوزيرة أبرز محطات عملها خلال الفترة الأولى من الائتلاف الحكومي الثلاثي القائم بين أحزاب ÖVP، SPÖ، وNEOS، مشيرةً إلى أن السياسة الخارجية النمساوية تمر بمرحلة إعادة تموضع واضحة تتماشى مع القيم الأوروبية.
“نحن لسنا محايدين سياسيًا… بل العكس تمامًا”
وأشارت Meinl-Reisinger إلى أن أول زيارة خارجية لها كانت إلى أوكرانيا، معتبرةً ذلك “القرار الصائب تمامًا”، وقالت:
“نحن لسنا محايدين سياسيًا. بل العكس تمامًا. منذ عام 1955، أي مباشرةً بعد حصولنا على الحرية والاستقلال، انضمّت النمسا إلى الأمم المتحدة. ووفقًا لميثاق الأمم المتحدة، من الواضح تمامًا أن أي حرب عدوانية تنتهك القانون الدولي يجب أن تُدان.”
وأردفت الوزيرة قائلة:
“الحرب تدور الآن على التراب الأوروبي. لا يمكنني أن أتفهم من يقول – كونه نمساويًا فخورًا – إن هذا لا يعنينا، وإن علينا أن نرضخ للأمر الواقع.”
انتقادات حادّة لحزب الحرية ورئيسه هربرت كيكل
وعن احتمال زيارة الرئيس الأوكراني Volodymyr Selenskyj إلى فيينا الأسبوع المقبل، أوضحت Meinl-Reisinger أنها لا تستطيع تأكيد ذلك بعد، لكنها شدّدت في الوقت ذاته على أن النمسا لا تسعى إلى تصعيد علاقاتها مع روسيا، موضحة:
“نحن لا نصعّد. نحن دائمًا نعوّل على الحوار.”
وردًا على انتقادات FPÖ ورئيسه Herbert Kickl، الذين اعتبروا أن زيارة Selenskyj قد تجعل من النمسا “هدفا محتملاً”، قالت الوزيرة:
“ما يقوم به حزب FPÖ، وعلى مدى سنوات، هو نشر دعاية بوتين بشكل منهجي، وهذا يعني العمل ضد مصالح النمسا.”
دعم مشروط لمبادرة ترامب للسلام
وفيما يتعلق بمساعي الرئيس الأمريكي السابق Donald Trump لمحاولة التوسط في إيجاد حل سلمي للنزاع في أوكرانيا، عبّرت Meinl-Reisinger عن دعمها الحذر لهذه المساعي، قائلة:
“أنا ممتنة لأن ترامب يستخدم ثقله السياسي لمحاولة التوصل إلى حل سلمي. لا يجب السخرية من ذلك أو التقليل من شأنه، بل يجب الاعتراف به.”وختمت الوزيرة بأن الوقت قد حان لإظهار “قوة تجاه بوتين“، وذلك من أجل تحقيق السلام، مؤكدة أن السياسة الخارجية النمساوية يجب أن تعكس الآن بشكل صريح قيم أوروبا والالتزام بالشرعية الدولية.



