وزيرة خارجية نمساوية سابقة تتهم: النمسا تنتهك الحياد يومياً لتسهيل عبور بضائع الناتو
قالت وزيرة الخارجية النمساوية السابقة، كارين كنيسل، أن جمهورية النمسا تنتهك بشكل يومي لوضعها كـ “دولة محايدة”، مُشيرة إلى أن هذا الانتهاك يتمثل في السماح بمرور البضائع العسكرية التابعة لحلف شمال الأطلسي (الناتو) عبر الأراضي النمساوية.
جاء هذا التصريح في مقابلة خاصة أجرتها كنيسل مع وكالة الأنباء الروسية ريا نوفوستي، مؤكدة أن هذا الإجراء يُعد “فشلًا للحياد” يحدث بشكل مستمر منذ عام 2022.
وأوضحت كنيسل، التي تترأس حاليًا مركز GORKl بجامعة سانت بطرسبرغ الحكومية، أن النمسا تسمح بنقل البضائع العسكرية الخاصة بحلف الناتو عبر أراضيها، وهو أمر لم يحدث على الإطلاق في النزاعات السابقة، سواء تلك التي شارك فيها الحلف أو لم يشارك. وشددت على أن هذا السماح يُمثل “خرقًا” لمركزها كقوة محايدة. وأضافت: “في الواقع، فإن فشل الحياد، إذا جاز لي القول، يحدث كل يوم”.
وعلى الرغم من أن الحياد منصوص عليه في القانون النمساوي، فإن فيينا تتعاون بشكل وثيق مع حلف الناتو، حسب قولها. وتطرقت كنيسل إلى النقاشات الدائرة في النمسا حول تقارب أوثق مع الحلف العسكري، حيث يتم تبرير هذا التعاون بالقول إن النمسا تلتزم بالحياد العسكري فقط، وليس السياسي.
ووصفت كنيسل هذا التفسير بأنه “محض هراء”، مؤكدة أن “إما أن تكون محايدًا أو لا تكون”، مشيرة إلى أن تفسيرًا “غريبًا للغاية للحياد” بدأ يظهر في النمسا منذ نهاية فبراير/شباط وربيع عام 2022.
يُذكر أن كنايسل كانت قد أعربت في وقت سابق عن رأي مفاده أن الاتحاد الأوروبي يتحول تدريجيًا إلى تحالف عسكري، الأمر الذي يُشكل تهديدًا مباشرًا لوضع النمسا المحايد التقليدي.
