وسط حضور حاشد ورسمي.. تشيّع اثنين من ضحايا مجزرة مدرسة غراتس المسلمين

Graz – عبد العزيز الشرقاوي

شهدت مدينة Graz النمساوية، يومًا حزينًا آخر، حيث شيّعت الجالية الإسلامية وجموع المواطنين اثنين من ضحايا الحادث الإرهابي الذي هزّ المدينة، إلى مثواهما الأخير، في جنازة وُصفت بأنها الأكبر من حيث عدد الحضور وتنوع الطوائف والجنسيات المشاركة.

الضحيتان هما:

  • الطالب ذو الأصول البوسنية Kaid Jašerević – كايد ياشيريفيتش، من مواليد 26 أغسطس 2007.
  • والطالبة ذات الأصول الألبانية Lea Bajrami – ليا بيرامي، من مواليد 25 يناير 2010.

وقد احتضنت المقبرة الإسلامية مراسم الدفن، في جنازة جمعت مشاركين من جنسيات متعددة، شملت مسلمين من أصول عربية وبوسنية، وأتراكًا، وألبانًا، ومقدونيين، وشيشان، بالإضافة إلى ممثل عن الكنيسة الكاثوليكية، ومندوب شخصي عن عمدة المدينة Elka Kahr – إلكا كار، فضلًا عن ممثلين عن عدد من الأحزاب والجمعيات والمنظمات الحقوقية المحلية.

وشارك في الجنازة كذلك عدد من أعضاء الهيئة التدريسية في المدرسة التي كان الضحيتان يدرسان بها، وحشد كبير من زملائهما وزميلاتهما، الذين حضروا لتقديم واجب العزاء والمواساة لذويهما، في مشهدٍ طغى عليه الحزن والذهول، عقب المجزرة التي وقعت في المدرسة يوم الثلاثاء الماضي، الموافق 10 يونيو 2025.

الهجوم الإرهابي أسفر عن مقتل 11 شخصًا وإصابة العشرات، وأثار موجة من الحزن العميق والصدمة التي ما زالت تُخيِّم على المدينة، رغم الجهود المكثفة، الرسمية والشعبية، لاحتواء تداعيات الفاجعة وتجاوز آثارها المروعة.

ورغم مرور أيام على الحادث، لا تزال الكثير من الأسئلة مطروحة ومتداولة في الأوساط العامة وعلى ألسنة الأهالي، منها:

  • كيف يُمنح شخص تم رفضه من أداء الخدمة العسكرية الإلزامية – التجنيد الإجباري – تصريحًا بحمل سلاح مرخّص؟
  • هل كان المنفّذ يعمل بمفرده، أم أن هناك شركاء؟ فقد أكد بعض شهود العيان أنهم سمعوا حديثًا متبادلًا بين أكثر من شخص أثناء إطلاق النار، ما يثير الشكوك حول وجود شريك واحد على الأقل مع الفاعل.

أما داخل الجالية الإسلامية، فيدور سؤال جوهري:

  • هل استهدف الجاني المسلمين تحديدًا؟ علمًا بأن ستة من الضحايا كانوا من الطلاب المسلمين.
  • أم أن إطلاق النار كان عشوائيًا؟ خاصةً أن المنفّذ قُتل أو انتحر أثناء الحادث، ما يجعل الحقيقة عرضة للضياع مع موته.

كما يثار التساؤل التالي:

  • هل قُتل الجاني فعلاً، أم تمت تصفيته؟ وهل قُتل خلال تبادل لإطلاق النار أم انتحر؟

وما يزيد من الغموض هو التعتيم التام المفروض على مجريات التحقيق، حيث لم تُصدر السلطات حتى الآن أي معلومات عن سير التحقيقات، كما لم تُكشف أي بيانات إضافية عن الضحايا أو دوافع الفاعل، ما يُثير القلق لدى الرأي العام.

وفي خضم هذه التساؤلات، يُطرح سؤال أخير يتكرر كثيرًا:

  • متى نُطلق على واقعةٍ ما وصف “عمل إرهابي”، ومتى نعتبرها “جريمة عادية”، رغم تشابه الملابسات والظروف؟

تستمر الصدمة مسيطرة على المدينة، في انتظار إجابات لا تزال مؤجلة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى