وفاة أم لطفلين تبلغ 55 عاماً في النمسا العليا بعد رفض 4 مستشفيات استقبالها لعدم توفر سرير في العناية المركزة
توفيت أمّ من منطقة “المويلفيرتل” (Mühlviertel)، تبلغ من العمر 55 عاماً في مستشفى “روهرباخ” (Rohrbach) في النمسا العليا، وذلك بسبب عدم توفر سرير شاغر في وحدة العناية المركزة بأي من مستشفيات الولاية، وبحسب التقرير، فقد رفضت عدة مستشفيات متخصصة استقبال السيدة التي كانت حياتها في خطر وشيك، بعدما اكتشف الأطباء تمزقاً في الشريان الأبهر لديها، مما استدعى إجراء عملية جراحية عاجلة للقلب لم تتوفر إمكانياتها في المستشفى المحلي، بحسب وكالة الأنباء النمساوية (APA).
تمزق في الشريان الأبهر يتطلب جراحة قلب عاجلة
قبل ما يناهز الأسبوعين بقليل، وصلت الأم لطفلين إلى مستشفى “روهرباخ” وهي تعاني من آلام حادة في الصدر، وبعد الفحص، اكتشف الأطباء لديها تمزقاً في الشريان الأبهر (Hauptschlagader)، وهي حالة تتطلب إنقاذ حياتها في كل دقيقة. كانت السيدة البالغة من العمر 55 عاماً بحاجة ماسة إلى جراحة طارئة في مستشفى متخصص في جراحة القلب.
المستشفيات المتخصصة ترفض الاستقبال بسبب الاكتظاظ
سارع أطباء مستشفى “روهرباخ” إلى الاتصال بالهواتف وإخطار المستشفيات الأخرى، ولكن، لم يتلقوا سوى ردود بالرفض، فقد رفضت كل من مستشفى “كبلر الجامعي” (Kepler Uniklinikum) في Linz ومستشفى “فيلس” (Klinikum Wels) استقبالها. كما جاء الرفض أيضاً من المستشفيات الجامعية في Salzburg و St. Pölten. وكان الرد من جميع المستشفيات هو أن جميع الطاقات الاستيعابية لديها مُستنفدة.
وفاة السيدة في “روهرباخ” بعد ساعتين من المحاولة
كانت جميع هذه المستشفيات في متناول المريض بسرعة، باستخدام مروحية الإسعاف (Rettungshubschrauber)؛ فعلى سبيل المثال، كان النقل إلى Linz يستغرق أقل من ربع ساعة. واستمر الأطباء في مستشفى “روهرباخ” في محاولاتهم لإنقاذ حياة السيدة لمدة ساعتين تقريباً، لكنهم اضطروا في النهاية إلى تأكيد وفاتها.
دعوات لتخفيف العبء عن النظام الصحي
وفي بيان صحفي صادر عن مستشار الشؤون الصحية في مدينة Linz، Michael Raml (المنتمي إلى حزب الحرية النمساوي FPÖ)، قال إنه “لا ينبغي أن يموت إنسان في نظام صحي حديث لمجرد عدم توفر سرير عناية مركزة شاغر”. وأشار Raml إلى أن الحادث يوضح أن النظام الصحي في النمسا العليا قد وصل إلى حدوده القصوى – سواء على المستوى التنظيمي أو المتعلق بالكوادر البشرية أو الهيكلي. وأضاف Raml: “يجب علينا تخفيف العبء عن المستشفيات، وتوحيد الصلاحيات، واستغلال الرقمنة أخيراً”، مؤكداً على ضرورة توفير إمكانية معالجة الحالات الطارئة.



