ولاية شتايرمارك تفرض حظرًا على الأجهزة الرقمية في المدارس الابتدائية والإعدادية

دخل قرار حظر استخدام الهواتف المحمولة حتى الصف السادس في مدارس ولاية شتايرمارك النمساوية حيز التنفيذ منذ يوم الخميس، ولا يقتصر الحظر على الهواتف الذكية فقط، بل يشمل جميع الأجهزة الرقمية.

وبحسب وكالة الأنباء النمساوية (APA)، وفقًا للقرار الجديد المتعلق بالنظام المدرسي، تم تحديد لوائح موحدة لجميع الأجهزة الرقمية، بما في ذلك الهواتف المحمولة والأجهزة اللوحية (Tablets) والساعات الذكية (Smartwatches). يسري هذا الحظر في جميع المدارس بولاية شتايرمارك من الصف الأول حتى الصف السادس، إلا أنه يمكن توسيعه ليشمل المراحل الدراسية العليا إذا قررت المجتمعات المدرسية المعنية ذلك.

الاستخدام مسموح به فقط لأغراض التدريس

يُسمح باستخدام الأجهزة الرقمية أثناء الدروس فقط بناءً على توجيه من المعلمين، وفقًا لما ورد في القرار. أما خارج أوقات الدروس، فإن الحظر يسري حتى خلال فترات الاستراحة. ومع ذلك، فإن المدارس ليست ملزمة بجمع الأجهزة من الطلاب، إذ يُسمح لهم بالاحتفاظ بها في حقائبهم المدرسية أو خزائنهم، بشرط أن تكون مطفأة أو في وضع الطيران. لكن إذا تسببت هذه الأجهزة في إعاقة سير العملية التعليمية، فمن حق المعلمين مصادرتها.

عقوبات على المخالفين

عند انتهاك القواعد، يتم تطبيق الإجراءات المعتادة المتبعة في مخالفات النظام الداخلي للمدرسة، مثل توجيه إنذار، أو إبلاغ أولياء الأمور، أو تسجيل المخالفة في السجل المدرسي. كما يمكن أن تؤثر هذه المخالفات على تقييم سلوك الطلاب داخل المدرسة.

تحذيرات صحية وتأثيرات نفسية

حذر خبراء الصحة مرارًا من تأثير الأجهزة الرقمية على الأطفال، حيث إنها لا تُعد فقط عنصر جذب كبير لهم، بل تؤدي أيضًا إلى التشتت وانخفاض مستوى التركيز. وأكدت مديرية التعليم في شتايرمارك يوم الخميس أن المدرسة ليست مجرد مكان للتعلم، بل هي أيضًا فضاء للتفاعل الاجتماعي والتواصل بين الطلاب، وهو ما لا يمكن تحقيقه إلا من خلال تقليل “وقت الشاشة” وحصره في الحياة الخاصة، دون أن يكون له مكان في الفصول الدراسية.

إجراءات تنظيمية جديدة للمجتمعات المدرسية

صرح شتيفان هيرمان (FPÖ)، مستشار التعليم ورئيس مديرية التعليم في شتايرمارك، بأنه اعتبارًا من اليوم، أصبح بإمكان اللجان المدرسية ومجالس المدارس إبرام اتفاقيات سلوكية واضحة تنظم استخدام الهواتف الذكية والساعات الذكية والأجهزة اللوحية وغيرها من الأدوات الرقمية داخل المدارس. وأضاف أن الأجهزة المطلوبة لأغراض التدريس ستظل مستثناة من هذا الحظر.

تنفيذ مطلب قديم لحزب ÖVP

اعتبر حزب الشعب النمساوي (ÖVP) في شتايرمارك أن دخول القرار حيز التنفيذ يمثل تحقيقًا لمطلب طال انتظاره. وأكدت مانويلا خوم، نائبة حاكم الولاية ورئيسة الحزب، أن حظر الهواتف المحمولة في المدارس ضروري من منظور علم النفس التنموي، حيث إنها تعد مصدر إلهاء كبير وتشكل عائقًا أمام العملية التعليمية. وأضافت: “لهذا السبب، نحتاج إلى خط واضح ودعم قانوني يضمن للإدارة المدرسية والمعلمين وأولياء الأمور والطلاب تطبيق هذه القواعد”.

كما شدد لوكاس شنیتسر، رئيس الكتلة البرلمانية لحزب ÖVP، على أن هذه التدابير لا تحد من الحرية الشخصية للطلاب، حيث لا يزال بإمكانهم الاحتفاظ بأجهزتهم، ولكن وفقًا للظروف المدرسية المناسبة. وأشار إلى أن الدولة تتحمل المسؤولية عن أي أضرار قد تلحق بهذه الأجهزة، طالما أن المدرسة أو المدرسين هم المسؤولون عن ذلك.

خلق بيئة تعليمية إيجابية

من جانبها، أكدت إليزابيث مايسنر، مديرة التعليم في شتايرمارك، أن الرقمنة توفر فرصًا كبيرة، لكنها أيضًا تشكل تحديات، حيث يمكن أن يؤدي الاستخدام غير المنضبط للوسائط الرقمية إلى إرهاق الأطفال والمراهقين والتأثير سلبًا على تفاعلهم الاجتماعي وحالتهم العاطفية. وأضافت: “يمكن أن يساعد حظر الهواتف المحمولة في تحسين التركيز، وتهيئة بيئة تعليمية إيجابية، وتعزيز الصحة النفسية للطلاب”.

يُذكر أن ولاية كيرنتن النمساوية بدأت أيضًا بتنفيذ حظر مماثل على الهواتف المحمولة في مدارسها منذ عدة أيام.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى