أحمد منصور: التطرف يغزو وسط المجتمع عبر الإنترنت في ندوة لصندوق الاندماج النمساوي

حذر الخبير في شؤون الإسلاموية أحمد منصور من تصاعد وتيرة التطرف في الفضاء الرقمي، وذلك خلال محاضرة ألقاها في مدينة Graz النمساوية بتنظيم من صندوق الاندماج النمساوي (Österreichischer Integrationsfonds – ÖIF)، حيث سلط الضوء على المخاطر المتزايدة الناجمة عن الدعاية المتطرفة عبر الإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي، وما قد يترتب عليها من تهديد شامل للمجتمع.

وبحسب وكالة الأنباء النمساوية (APA)، في محاضرة عُقدت يوم الإثنين بمدينة Graz تحت عنوان “الاندماج، والانتماء، والتطرف – مجالات التوتر في التعايش المجتمعي”، أكد أحمد منصور، وهو خبير ألماني من أصل عربي في شؤون الإسلاموية ويحظى بحماية أمنية دائمة من الشرطة، أن خطر التطرف لم يعد مقتصرًا على الأطراف السياسية أو الدينية، بل تسلل إلى “وسط المجتمع” ذاته، مشيرًا إلى أن المنصات الرقمية أصبحت أرضًا خصبة لنشر الكراهية وتجنيد الأفراد.

وقال منصور: “ما يحدث حاليًا على الإنترنت وفي جميع القنوات الاجتماعية يهددنا جميعًا، يهدد العالم بأسره، لأن الناس يتم تجنيدهم وتحريضهم هناك، وليس فقط في البيئات الإسلاموية أو اليسارية أو اليمينية، بل أيضًا في وسط المجتمع”، مضيفًا أن التطرف لم يعد ظاهرة هامشية، بل بات جزءًا من الواقع الرقمي اليومي.

وأشار إلى أن هذا الخطر يطال بشكل خاص فئة الشباب، الذين يستقون معلوماتهم ورؤيتهم للعالم بشكل شبه حصري من الفضاء الرقمي. واستشهد بحالة الولايات المتحدة الأمريكية كمثال على كيفية استخدام الخوارزميات لتوجيه الرسائل المتطرفة إلى جمهور معين بشكل مدروس وممنهج. وأردف: “يجب أن نفهم أخيرًا أن غالبية الناس – وليس فقط المسلمون أو اللاجئون – بل خصوصًا الشباب، يحصلون على معلوماتهم وإدراكهم للعالم من الفضاء الرقمي”.

المدارس كجبهة دفاعية

في هذا السياق، شدد منصور على أهمية الدور الذي يمكن أن تلعبه المدارس في مواجهة التطرف، من خلال تزويد الطلاب بالمعلومات الموثوقة وتفنيد الأخبار الكاذبة، موضحًا أن: “مدرسة المستقبل يجب أن تفكر بشكل مختلف، تحتاج إلى موارد، وتحتاج قبل كل شيء إلى الوقت الكافي لمناقشة القضايا السياسية الراهنة والدخول في حوار مع الطلاب، وإلا فإن هؤلاء الشباب سيبحثون عن معلوماتهم أو روابطهم العاطفية لدى جهات ليست تربوية ولا ديمقراطية إطلاقًا”.

دور النمسا وصندوق الاندماج

وأشاد منصور بالجهود التي تبذلها النمسا في مجال الاندماج، مشيرًا على وجه الخصوص إلى دور صندوق الاندماج النمساوي (ÖIF)، الذي يقدم برامج تأهيلية وتدريبية شاملة لكل من يتعامل مع قضايا الاندماج. وقد حضر اللقاء في Graz إلى جانب منصور كل من Franz Wolf مدير صندوق ÖIF، والمقدمة التلفزيونية Ulli Enzinger من قناة ORF، وعضو حكومة الإقليم Hannes Amesbauer، حيث دار نقاش مشترك حول التحديات والفرص في مجالات الاندماج والتربية ومكافحة التطرف.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى