أزمة التحالف الحكومي في النمسا: هل يصمد الوسط أمام ضغوط اليمين والمعارضة؟
فيينا – INFOGRAT:
بعد انسحاب حزب النيوس (NEOS) من مفاوضات تشكيل الائتلاف الحكومي في النمسا، أعلن زعيم حزب الشعب (ÖVP) كارل نهامر وزعيم الحزب الاشتراكي الديمقراطي (SPÖ) أندرياس بابلر، مساء الجمعة، عن مواقف حزبيهما بشكل منفصل. حيث أكدا استعدادهما لتحمل المسؤولية الوطنية، وقال بابلر موجهًا حديثه إلى المستشار الاتحادي الحالي: “يدنا ممدودة”.
وبحسب صحيفة krone النمساوية، نهامر عبّر في مقطع فيديو نُشر عبر منصة “X” (تويتر سابقًا) عن أسفه لقرار النيوس، مؤكدًا على أهمية التعاون بين القوى السياسية الوسطية في ظل الظروف الراهنة، معتبرًا أن هناك تحديات كبيرة تواجه النمسا، كما أشار إلى أن حزب الشعب مستعد لتحمل المسؤولية وإطلاق إصلاحات سياسية ضرورية، داعيًا القوى الوسطية البنّاءة إلى التعاون لتحقيق هذه الأهداف.
نهامر يحصل على دعم حزبي رغم التوترات الداخلية
سبق إعلان نهامر اجتماع للقيادة الحزبية لحزب الشعب، حيث أكدت الكلمات الداعمة له خلال الجلسة تعزيز موقعه كزعيم، رغم التوترات التي شهدتها الأسابيع الأخيرة داخل الجناح الاقتصادي للحزب، إذ يبدي هذا الجناح شكوكًا تجاه إمكانية التحالف مع الاشتراكيين الديمقراطيين بقيادة بابلر.
بابلر: “يدنا ستبقى ممدودة”
من جانبه، أكد بابلر بعد اجتماع قيادة الحزب الاشتراكي أن الكرة الآن في ملعب نهامر. وطالب بإجراء مفاوضات قائمة على الندية، مشددًا على أن الحزب الاشتراكي لن يقبل بأي مفاوضات موازية بين حزب الشعب وحزب الحرية (FPÖ)، كما وجه بابلر انتقادات لاذعة للنيوس، متهمًا إياه بتغليب المصالح الحزبية على المصلحة الوطنية، خاصة وأن المفاوضات كانت على وشك تحقيق نتائج إيجابية.
انسحاب النيوس وتبعاته
زعيمة النيوس، بياته ماينل-رايسينغر، كانت قد أعلنت صباح الجمعة خلال مؤتمر صحفي طارئ عن قرار حزبها الانسحاب من المفاوضات، مشيرة إلى أنها أبلغت نهامر وبابلر والرئيس الاتحادي ألكساندر فان دير بيلين بالقرار، وأوضحت أن سبب الانسحاب هو غياب التوافق على الإصلاحات الأساسية بعد رفض متكرر من طرفي التحالف المحتمل.



