أساقفة النمسا ينتقدون بشدة تخفيض المساعدات الاجتماعية ويؤكدون على أنها لا يجب أن تعتمد على الأصل أو الدين
حذر أساقفة الكنيسة الرومانية الكاثوليكية في النمسا من إجراء أي تخفيضات في خدمات الرعاية الاجتماعية نتيجة للضغوط الرامية إلى التقشف، مؤكدين أن الهدف الأساسي للسياسة يجب أن يكون الحد من الفقر وعدم زيادة العبء على المحتاجين. جاء هذا التحذير في بيان صادر عن مؤتمر الأساقفة النمساوي بعد اختتام جمعيته العامة الخريفية، حيث شدد رئيس المؤتمر، رئيس أساقفة Salzburg Franz Lackner، على ضرورة أن لا تكون المساعدة المقدمة للمحتاجين مرتبطة بأصلهم أو دينهم. كما دعا الأساقفة إلى ضرورة بقاء دولة الرفاه الاجتماعي قوية في النمسا، وعدم حصر التضامن داخل الحدود الوطنية، بالإضافة إلى دعوتهم للتصدي لتزايد معاداة السامية. وقد تناول المؤتمر أيضاً قضايا أخرى مثل الوضع في أرمينيا وعقد اجتماعاً مع الرئيس الاتحادي Alexander Van der Bellen، بحسب وكالة الأنباء النمساوية (APA).
شدد أساقفة الكنيسة الرومانية الكاثوليكية في النمسا على أن الضغوط الرامية لخفض الإنفاق العام يجب أن لا تؤدي إلى تقليص المساعدات الاجتماعية. فقد جاء في بيانهم الصادر عقب انتهاء الجمعية العامة الخريفية لمؤتمر الأساقفة: “يجب أن يكون الهدف المهم للسياسة هو تقليص الفقر وعدم زيادة الضغط على المحتاجين أكثر مما هو قائم”.
كما أكد رئيس مؤتمر الأساقفة، رئيس أساقفة Salzburg Franz Lackner، أن تقديم المساعدة للأشخاص الذين هم في أمس الحاجة إليها لا يجب أن يتوقف على عوامل مثل الأصل أو الدين.
وفي سياق متصل، أقر Lackner بأن “مستوى التضامن والمحبة الأخوية في النمسا ما زال مرتفعاً جداً”. ولكنه أشار إلى أنه يجب على جميع المدافعين عن مجتمع عادل اجتماعياً ومتضامن أن يتوقفوا للتفكير ملياً عندما ينتقد البابا Leo IV. التطورات التي يتم بموجبها “ازدراء أو السخرية من المحبة الأخوية الممارسة”.
ويرى Lackner أن مثل هذه الميول قد تزايدت في النمسا أيضاً. وأشار الأساقفة الروم الكاثوليك إلى أن منظمات الإغاثة مثل “Caritas” تقدم خدمات قيّمة للمجتمع بأسره بتكليف من السلطات العامة.
ووجه الأساقفة نداءً، ليس فقط للمجتمع المدني بل وأيضاً لصناع القرار السياسي، بضرورة العمل من أجل الموضوعية والنقاش القائم على الحقائق، لكل من يهتم بالصالح العام. وجاء في البيان: “يجب أن تبقى دولة الرفاه الاجتماعي في النمسا قوية”، وأضافوا: “لا يجب أن ينتهي التضامن عند الحدود الوطنية“.
تزايد معاداة السامية لم يتم التغلب عليه
تضمن بيان آخر صادر عن الأساقفة، عشية ذكرى المذابح التي وقعت في نوفمبر، نداءً يتعلق بارتفاع ظاهرة معاداة السامية. وأشاروا إلى أن العدد الكبير من الحوادث والاعتداءات التي تقع في النمسا يظهر أن هذا الموقف لم يتم التغلب عليه حتى اليوم. وجاء في البيان: “يجب ضمان الحياة السلمية والحرة في النمسا للأشخاص من أي دين أو معتقد”.
قضايا أخرى واجتماع مع الرئيس الاتحادي
من بين المواضيع الأخرى التي تناولها مؤتمر الأساقفة في جمعيته العامة الخريفية، كان العملية السينودسية ووضع الكنيسة في أرمينيا، حيث طالبوا بالتضامن معها. كما كان ضمن برنامج المؤتمر عقد اجتماع مع الرئيس الاتحادي Alexander Van der Bellen، الذي أشاد به الأساقفة الكاثوليك وشكروه على “خدمته”. ووصف Lackner هذه الخدمة بأنها تتميز “بكاريزما الهدوء وعدم الانفعال”.
تغيير محتمل لرئاسة المؤتمر في يونيو
أعرب Lackner عن استمرار ارتياحه البالغ لتعيين Josef Grünwidl رئيساً جديداً لأساقفة Wien. ويعتبر رئيس أساقفة Salzburg أن من المرجح أن يصبح الأخير رئيساً جديداً لمؤتمر الأساقفة بعد ترسيمه أسقفاً في 24 Jänner. ومع ذلك، شدد على أنه “لا يعرف متى سيحدث ذلك”. وتنتهي ولاية Lackner في شهر يونيو من العام المقبل.



