أسعار وجبات الغداء في مطاعم النمسا ترتفع بنسبة 50% خلال خمس سنوات
أعلنت هيئة الإحصاء النمساوية (Statistik Austria) أن معدل التضخم في البلاد بلغ 3,5% في يوليو 2025، وهو أعلى مستوى يسجل منذ أبريل 2024، مقارنة بـ3,3% في يونيو الماضي، وذلك بحسب التقديرات السريعة الصادرة اليوم الجمعة، وأرجعت الهيئة السبب الرئيسي لهذا الارتفاع إلى استمرار الزيادات في أسعار الطاقة المنزلية والمواد الغذائية والخدمات، وعلى رأسها القطاع الفندقي والمطاعم، الذي بات يمثل عنصرًا دائمًا في دفع الأسعار إلى الأعلى، بحسب صحيفة derstandard النمساوية.
زيادات حادة في قطاع الضيافة
أشارت الإحصاءات إلى أن خدمات المطاعم والضيافة ارتفعت بنسبة 5,6% على أساس سنوي حتى منتصف عام 2025، أي بأكثر من نقطتين مئويتين فوق معدل التضخم العام. أما وجبات الغداء (Mittagsmenüs) فقد ارتفعت أسعارها بنسبة 7,7% مقارنة بالعام الماضي. في المقابل، كانت الزيادات أقل في مطاعم الوجبات السريعة، حيث بلغت 4,2%.
تراكم التضخم على مدى خمس سنوات
منذ عام 2020، ارتفعت أسعار المستهلكين في النمسا بنسبة 28%، إلا أن أسعار خدمات المطاعم والمقاهي ارتفعت بنسبة 42% في المتوسط خلال نفس الفترة. وتبرز وجبات الغداء كحالة خاصة، حيث ارتفعت أسعارها بنحو 50% مقارنة بعام 2020، بينما شهدت الوجبات النباتية زيادات بلغت أكثر من 57%.
مقارنة أوروبية غير مشجعة
على الصعيد الأوروبي، جاءت نسبة التضخم في قطاع الضيافة في ألمانيا 3,4%، وفي منطقة اليورو عمومًا 3,8%، ما يجعل الأسعار في النمسا ترتفع بوتيرة أسرع مقارنة بجيرانها. وتُعد هذه الفجوة السعرية سلبية من منظور السياحة، حيث تصبح النمسا أقل تنافسية في ما يخص تكاليف الإقامة والمطاعم مقارنة بدول أخرى.
“انفجار في التكاليف” يرهق المطاعم
برر رئيس قسم الضيافة الجديد في غرفة الاقتصاد النمساوية (WKÖ)، Alois Rainer، الزيادات الحادة في الأسعار بما أسماه “انفجارًا في التكاليف”، مشيرًا إلى أن 90% من المطاعم لا يمكنها تمرير هذه التكاليف بالكامل إلى الزبائن. وأوضح أن تكاليف الأجور ارتفعت بشكل أسرع من التضخم منذ عام 2019، إلى جانب أسعار الطاقة وتكاليف المواد الخام مثل اللحوم والخضروات.
كما أشار إلى تغير سلوك المستهلكين قائلاً: “الناس يذهبون إلى المطاعم، لكنهم يتخلّون عن المقبلات، يطلبون كأس نبيذ بدل زجاجة، وغالبًا ما يتشاركون الحلوى، ونادرًا ما يطلب الشباب مشروبًا كحوليًا في نهاية الوجبة”.
كيف تُجمع بيانات الأسعار؟
تقوم هيئة Statistik Austria بجمع الأسعار في قطاع الضيافة مباشرة عبر باحثين ميدانيين، وليس من خلال تقارير آلية كما هو الحال في تجارة المواد الغذائية. وتُجرى هذه المسوح شهريًا في فيينا وجميع العواصم الإقليمية وبعض المدن الأخرى والمناطق السياحية، ليصل عدد المناطق المشمولة إلى 19 منطقة في عموم النمسا.
استمرار الضغوط التضخمية في الأفق
أفاد الخبير الاقتصادي Sebastian Koch من معهد IHS بأن النمسا ستستمر في تسجيل معدلات تضخم أعلى من المتوسط الأوروبي، مشيرًا إلى أن انتهاء العمل بدعم أسعار الكهرباء نهاية 2024 سيؤدي وحده إلى زيادة التضخم بنحو 0,7 نقطة مئوية خلال النصف الثاني من العام. وأضاف أن قطاع الخدمات، ولا سيما الضيافة، سيبقى تحت ضغط تضخمي، متوقعًا أن يبلغ معدل التضخم السنوي لعام 2025 نحو 3,1%، أي ضعف هدف البنك المركزي الأوروبي الذي يحدد النسبة المستهدفة بـ 2% فقط.



