أكثر من 300 ألف مشارك في “مسيرة قوس قزح” بفيينا تخليداً لضحايا غراتس

شهدت العاصمة النمساوية فيينا يوم السبت 14 يونيو 2025 مشاركة أكثر من 300 ألف شخص في “مسيرة قوس قزح” (Regenbogenparade)، ضمن فعاليات “فيينا برايد” (Vienna Pride)، دعماً للتسامح ومناهضة الكراهية، في ظل أجواء طغى عليها الحداد على ضحايا الهجوم الدموي الأخير في مدينة غراتس.

وبحسب وكالة الأنباء النمساوية (APA)، بدأت الفعالية بمسيرة صامتة من مبنى بلدية فيينا (Rathaus) حتى مبنى البرلمان، حمل خلالها المشاركون لافتة سوداء كتب عليها: “قلوبنا مع غراتس” (Unsere Herzen sind in Graz). وجابوا جزءاً قصيراً من شارع “رينغ شتراسه” خلف هذه اللافتة، في مشهد خيم عليه الهدوء والتأمل.

شارك في هذه المسيرة عدد من الشخصيات السياسية البارزة، من بينهم:

  • Peter Hacker (بيتر هاكر)، مستشار الصحة في حكومة مدينة فيينا (SPÖ)
  • Judith Pühringer (يوديت بيورينغر)، زعيمة حزب الخضر في فيينا
  • Alma Zadić (ألما زاديتش)، وزيرة العدل السابقة (عن حزب الخضر)

وقالت زاديتش: «بعد هذه المجزرة المروعة في غراتس، كان من المهم بالنسبة لي أن نرسل إشارة واضحة ضد الكراهية والعنف».

أما Katharina Kacerovsky-Strobl (كاثرينا كاتسرُفسكي-شتروبل)، منظمة فعالية Vienna Pride، فقد أكدت أن إلغاء الفعالية لم يكن خياراً مطروحاً، لكنها شددت على أهمية إحياء ذكرى الضحايا، قائلة: «علينا أن نُحيي ذكرى الجريمة البشعة في غراتس. ففي وقت تُعاد فيه حقوق ووجود مجتمع LGBTIQ+ لتكون موضوعاً للنزاع السياسي في بعض البلدان، لا بد من رفع الصوت من أجل التضامن».

مظاهرة حاشدة واحتفالية… لكنها ذات رسالة سياسية

انطلقت المسيرة من أمام البرلمان، لتتحول مجدداً إلى عرض ملون وصاخب كما في السنوات الماضية، حيث سارت عكس اتجاه السير على طول شارع “الرينغ”، مروراً بـ:

  • Heldenplatz (ساحة الأبطال)
  • دار أوبرا فيينا
  • Schwedenplatz
  • البورصة
  • جامعة فيينا
    وصولاً إلى ساحة بلدية فيينا (Rathausplatz)، حيث أُقيمت مساءً احتفالية “Pride Celebration” والتي تضمنت كلمات لكل من:
  • Bettina Emmerling (بيتينا إميرلينغ)، نائبة عمدة فيينا (عن حزب NEOS)
  • عروض موسيقية لفنانين بينهم Conchita Wurst، JJ وMelanie C (عضوة سابقة في Spice Girls).

وشدد المنظمون على أن المسيرة تظل فعالية سياسية الطابع، رغم الأجواء الاحتفالية. وذكّرت Ann-Sophie Otte (آن-صوفي أوته)، رئيسة منظمة HOSI Wien، أن الكثير من مطالب المجتمع لم تُحقق بعد، مثل:

  • الحماية من التمييز في المجال الخاص
  • الحظر الكامل لـ”علاجات التحويل” (Konversionstherapien)

أمن مشدد ولا حوادث

وبالرغم من التهديدات الإرهابية التي طالت المسيرة قبل عامين، لم يُسجل أي حادث أمني حتى ساعات بعد الظهر، وفق ما أعلنته الشرطة. وأضافت أنها تعتبر الفعالية ضمن “المستوى المرتفع المجرد للتهديد” المعتمد في الفعاليات الكبرى، لكنها لم ترصد أي تهديد ملموس حالياً.

جدل إعلامي بسبب بث الفعالية

أثار بث فعالية “مسيرة قوس قزح” عبر منصة ORF ON جدلاً سياسياً، حيث انتقد Christian Hafenecker (كريستيان هافينيكر)، المتحدث الإعلامي باسم حزب FPÖ، بث المسيرة في وقت تعيش فيه البلاد حالة حداد على ضحايا هجوم غراتس، قائلاً: «بينما تحزن النمسا كلها على ضحايا المذبحة المروعة في غراتس، لم يجد ORF اليساري ما هو أفضل من بث المسيرة مباشرة».

من جانبها، ردّت هيئة الإذاعة ORF بأنها قررت عدم بث الحدث على الهواء مباشرة عبر قنواتها العامة، مراعاةً لواقعة غراتس، لكنها وفّرت البث عبر الإنترنت فقط على ORF ON. كما خُصص موعد في ORF1 الساعة 23:30 لبث ملخص لأحداث المسيرة، بما في ذلك الأنشطة التي أُقيمت تخليداً لضحايا غراتس.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى