إحباط مؤامرة قتل في محيط الجريمة المنظمة لعصابات البلقان في فيينا
فيينا – INFOGRAT:
كشف متخصصون من المكتب الفيدرالي للتحقيقات الجنائية في النمسا عن مؤامرة قتل فاشلة في فيينا، كانت مرتبطة بالجريمة المنظمة لعصابات البلقان، وكان من المقرر تنفيذ الجريمة في فبراير 2020، حيث خُطط لاستهداف أفراد من إحدى العصابات باستخدام عبوة ناسفة.
وبحسب وكالة الأنباء النمساوية (APA)، من المقرر أن تبدأ يوم الثلاثاء محاكمة أحد المتورطين في القضية أمام محكمة فيينا الإقليمية. وسيتعين على المتهم، الذي يواجه اتهامات تتعلق بمحاولة القتل أو التحريض عليه، المثول أمام هيئة المحلفين. وبحسب لائحة الاتهام، فقد شارك المتهم في التخطيط للجريمة، وقام بمراقبة الضحايا المحتملين، كما زوّد القتلة المأجورين بمعلومات حول مظهرهما وملابسهما.
وأشارت النيابة العامة إلى أن المحاولة باءت بالفشل بسبب معلومات غير دقيقة عن موقع المستهدفين، إضافة إلى تأخر التواصل وسوء التنسيق.
تحليل ملايين الرسائل المشفرة
جاء كشف المخطط ضمن عملية أمنية أطلق عليها اسم “عملية أخيل” (Operation Achilles)، حيث حصل المحققون النمساويون في أبريل 2021 على ملايين الرسائل المشفرة من خدمات مراسلة سرية تُستخدم في أوساط الجريمة المنظمة. ومن خلال تحليل هذه البيانات، عثرت الشرطة على أدلة تشير إلى التخطيط لعملية اغتيال مزدوجة في العاصمة فيينا، وفقًا لما تم الكشف عنه يوم الاثنين في مؤتمر صحفي.
انتقامًا لمقتل صربي أمام مطعم شهير في فيينا
ترجع جذور هذه المؤامرة إلى حادثة وقعت عام 2018، عندما قُتل رجل صربي أمام مطعم “فيغل مولر” (Figlmüller) الشهير في فيينا. ونتيجة لذلك، تم استهداف رجلين منتميين إلى “عشيرة كافاتش” (Kavac Clan)، وهما صربي يبلغ من العمر 47 عامًا، ومونتينيغري (من الجبل الأسود) يبلغ من العمر 56 عامًا، انتقامًا للحادثة السابقة، وفقًا للمكتب الفيدرالي للتحقيقات الجنائية.
وصرّح دانييل ليشتنيغر (Daniel Lichtenegger)، رئيس قسم مكافحة المخدرات في المكتب، قائلاً:
“تم اتخاذ القرار: يجب فعل شيء ما. خُطط في البداية لتنفيذ هجوم بعبوة ناسفة، وإذا فشل ذلك، فسيتم اللجوء إلى قتلة مأجورين كولومبيين في فيينا.”
ويُذكر أن عشيرة “كافاتش” وعشيرة “سكالجاري” (Skaljari Clan) تربطهما عداوة شديدة منذ فقدان شحنة مخدرات وزنها 200 كيلوجرام في إسبانيا عام 2014. وقد أدت هذه الصراعات بين الطرفين إلى مقتل 80 شخصًا في مختلف أنحاء أوروبا. وينحدر أفراد العصابتين من منطقتين تحملان اسميهما بالقرب من مدينة “كوتور” (Kotor) في الجبل الأسود.
فشل التفجير في اللحظة الحاسمة
وبحسب التحقيقات، تورط في التخطيط لهذه الجريمة 11 شخصًا من عشيرة سكالجاري، من بينهم مونتينيغري يبلغ من العمر 29 عامًا، وهو المتهم الذي ستتم محاكمته في فيينا. وتشير النيابة إلى أنه قام بمراقبة الضحايا وساعد في تهريب القتلة إلى النمسا.
وقد تم إعداد العبوة الناسفة لاستهداف الصربي البالغ من العمر 47 عامًا. لكن، وبحسب المحققين، فإن الشخص المسؤول عن صنع القنبلة لم يكن خبيرًا، واضطر إلى التواصل مع شخص آخر من غرب البلقان عبر تطبيق مراسلة مشفر للحصول على إرشادات حول كيفية تركيب العبوة.
وفي يوم التنفيذ، الموافق 22 فبراير 2020، فشلت عملية التفجير بسبب عطل في نظام التفجير، مما أتاح للهدف مغادرة أحد المطاعم في منطقة أوتاكريغ (Ottakring) في فيينا والركوب في سيارته دون أن يُصاب بأذى.
وعلّق ديتر تسيفان (Dieter Csefan)، رئيس قسم الجريمة المنظمة في المكتب الفيدرالي، قائلاً:
“لو نجح التفجير، لكانت كارثة حقيقية، حيث كان من الممكن أن تدمر نصف شارع كُب شتراسه (Koppstraße).”
فشل الخطة البديلة أيضًا
بعد فشل محاولة التفجير، لجأ المخططون إلى الخطة البديلة، وفقًا لما أوضحه ليشتنيغر. وبعد 17 يومًا فقط، حدد المتهم البالغ من العمر 29 عامًا موقع الضحية داخل أحد المطاعم، ليتم تمرير المعلومات إلى القتلة الكولومبيين. إلا أن الخطة انهارت مجددًا بسبب مشاكل لغوية، حيث لم يكن القتلة يتحدثون الصربية أو الكرواتية، مما استلزم وجود مترجم في الإكوادور للمساعدة في التواصل. وبسبب هذا العائق، لم تُنفذ الجريمة للمرة الثانية.
مقتل العقل المدبر واعتقال المتورطين
في الأسابيع اللاحقة، غادر المتورطون النمسا وعادوا إلى الجبل الأسود. لكن في أكتوبر ونوفمبر 2020، تم اختطاف وتعذيب وقتل اثنين من المسؤولين عن التخطيط للعملية في تركيا والجبل الأسود.
أما المشتبه به الرئيسي البالغ من العمر 29 عامًا، فقد ألقي القبض عليه على الحدود مع البوسنة في 15 أبريل 2024، وهو محتجز حاليًا في النمسا. كما أعلنت الإنتربول عن وفاة أحد القتلة الكولومبيين في أغسطس 2023 بسبب تسمم بمبيد حشري في كولومبيا.
وفي تطور آخر، أُلقي القبض على المشرف التنفيذي على العملية في فبراير 2024 بمدينة بار (Bar) في الجبل الأسود، ويواجه أمر اعتقال دولي صادر عن النمسا.



