إدانة موظف سابق في جهاز المخابرات النمساوي BVT بالرشوة مقابل استعلامات تجارية
فيينا – INFOGRAT:
أُدين يوم الأربعاء موظف سابق في جهاز المخابرات يبلغ من العمر 66 عامًا في جهاز “Bundesamt für Verfassungsschutz und Terrorismusbekämpfung” (BVT) المنحل، بمحكمة سانت بولتن بشهرين حبس مع وقف التنفيذ، وذلك على خلفية قيامه بإجراء استعلامات من السجل التجاري لصالح محققة خاصة مقابل أجر مالي، وقد بُرّئ من تهمة التحريض على إساءة استخدام السلطة، والتي شملت أيضًا تحقيقات ضريبية جرت من قبل موظفين ماليين.
وبحسب وكالة الأنباء النمساوية (APA)، وجاء الحكم بتهمة الرشوة، التي وُجهت للموظف الأمني السابق في جهاز BVT، غير نافذ حتى الآن. وتعود القضية إلى قيامه بإجراء استعلامات من سجل الشركات وإعداد مخططات تنظيمية (Organigramme) لصالح محققة خاصة ألمانية تُدعى Christina W.، المعروفة بالاسم الحركي “Nina”، مقابل مبالغ مالية نقدية.
وقد لخّص المدعي العام Wolfgang Handler من هيئة الادعاء الاقتصادي ومكافحة الفساد (Wirtschafts- und Korruptionsstaatsanwaltschaft – WKStA)، القضية في أولى جلسات المحاكمة في يوليو من العام الماضي تحت عنوان: “العميلة الخاصة وضابط الاستخبارات”. ووفقًا للائحة الاتهام، فقد شارك الموظف السابق في اثني عشر تحقيقًا أجرتها Christina W. لحساب شركات، منها Novomatic AG وPetrom التابعة لشركة OMV، وتلقى مقابلها حوالي 90,000 يورو نقدًا.
وقائع القضية تعود إلى الفترة ما بين 2010 و2016
اتهم الرجل البالغ من العمر 66 عامًا بالرشوة في عدة حالات ما بين عامي 2010 و2016. ووفقًا للادعاء، أجرى المتهم استعلامات من سجل الشركات وسجل العقارات دون مبرر رسمي، بالإضافة إلى قيامه بإعداد مخططات تنظيمية ورسوم بيانية لمشاريع مختلفة.
لكن المحكمة برّأته من عدد من المشاريع التي وردت في لائحة WKStA، وكذلك من تهمة التحريض على إساءة استخدام السلطة في سياق استعلامات ضريبية أجراها موظفون ماليون، والتي وردت أيضًا في لائحة الاتهام.
علاقة شخصية طويلة مع المحققة الخاصة
تعرف الموظف السابق على Christina W. في عام 1997، والتي كانت تعمل سابقًا، بحسب الادعاء، لصالح وزارة أمن الدولة في ألمانيا الشرقية (Stasi). ثم عملت ككاتبة للكتب والتقارير التلفزيونية وصحفية، قبل أن تنتقل بحلول عام 2004 إلى العمل كمستشارة شركات، بحسب الادعاء. ويُقال إنها قدمت معلومات أيضًا إلى جهاز BVT، وكانت تُعرف داخله على ما يبدو باسم “مصدر برترام” (Quelle Bertram).
وتواجه Christina W.، البالغة من العمر 78 عامًا، اتهامات بتقديم رشوة خلال الفترة ما بين عامي 2009 وبداية 2016، إلى جانب محاولات تحريض على إساءة استخدام السلطة في أعوام 2009 و2013. لكن إجراءات المحاكمة ضدها توقفت مؤقتًا بسبب حالتها الصحية المتدهورة. وقد أدلت بشهادتها يوم الأربعاء عبر تقنية الفيديو من ألمانيا.
المتهمة: “أنا من ضغط عليه”
أفادت Christina W. خلال شهادتها بوجود علاقة ودية بينها وبين المتهم، وقالت إن تنفيذ المهام من قبله كان نتيجة ضغوط منها:
“لقد شعرت بالذنب حتى اليوم. لقد ضغطت عليه وأقنعته. هو لم يرد ذلك مطلقًا. كل شيء بدأ مني”.
وأضافت أن الرسوم البيانية والمخططات التي أعدها لها المتهم كانت ضرورية لفهم الأمور المعقدة:
“أنا ديناصور في الإنترنت”.
وقدمت له في المقابل مظاريف مالية نقدية عدة مرات، على حد قولها، كتعويض عن الجهد الإضافي، لكنها اعتبرت المبلغ المذكور في لائحة الاتهام (90,000 يورو) “مبالغًا فيه للغاية”، وقدرت المبلغ الفعلي بما يتراوح بين 10,000 و12,000 يورو.
الحكم: جزئي ومخفف
بحسب القاضية، تمت إدانة المتهم في ستة مشاريع فقط، وهي تلك التي اعترف بنفسه بتلقيه مبالغ مالية عنها. ورغم أن المتهم أكد أنه قام بالأعمال خارج أوقات العمل الرسمية واعتبر نفسه بريئًا، فقد تبين للمحكمة أن مجموع المبالغ التي حصل عليها لتلك المشاريع بلغ 7,900 يورو، وقد تم إعلان مصادرتها.
ورأت المحكمة أن العوامل المخففة تشمل عدم وجود سوابق قضائية والمدة الطويلة للإجراءات القضائية، ولذلك تم خصم ستة أشهر من العقوبة الأصلية. أما العوامل المشددة فتضمنت تعدد الأفعال وامتداد فترة ارتكابها.كل من النيابة العامة والدفاع لم يعلقا على الحكم.



