إلغاء اللجوء وتعليق لمّ الشمل.. النمسا تتراجع عن إجراءات تجاه السوريين
فيينا – INFOGRAT:
أكدت وزارة الداخلية النمساوية أن برامج العودة الطوعية لم تحقق نجاحًا ملموسًا، حيث لم يتجاوز عدد اللاجئين السوريين العائدين طوعًا إلى بلادهم 80 شخصًا منذ بدء تنفيذ هذه المبادرات. في المقابل، شهدت النمسا خلال نفس الفترة وصول 618 طالب لجوء جديد من سوريا، ما يعكس عزوف اللاجئين عن خيار العودة الطوعية رغم الحوافز المقدمة لهم.
بحسب التقارير الدولية، لا تزال سوريا تصنَّف كمنطقة نزاع، إذ لا تسيطر الحكومة السورية على كامل أراضي البلاد، كما أن البنية التحتية الأساسية، بما في ذلك المستشفيات والمدارس، تعاني من دمار واسع، بالإضافة إلى أزمة اقتصادية حادة. وتشير الإحصائيات إلى أن 80% من السكان ما زالوا يعتمدون على المساعدات الإنسانية، مما يثير تساؤلات حول مدى إمكانية تأمين عودة آمنة ومستدامة للاجئين.
إجراءات قانونية جديدة تشمل إلغاء اللجوء وتعليق لمّ الشمل
في سياق متصل، بدأت السلطات النمساوية في اتخاذ إجراءات لإلغاء لجوء نحو 2,400 لاجئ سوري منذ سقوط النظام، إضافةً إلى تعليق طلبات اللجوء الجديدة وتعليق إجراءات لمّ الشمل، مما يزيد من حالة عدم اليقين القانوني التي يواجهها اللاجئون السوريون في البلاد.
إعادة النظر في ملفات اللجوء ولمّ الشمل يعود بشكل بطيء
وفي تصريح خاص لـ INFOGRAT، أكدت المحامية النمساوية من أصول سورية، غنوة شحادة، أن عدداً من السوريين في النمسا بدأوا بتلقي رسائل رسمية تفيد بإعادة تعليق دراسة ملفات لجوئهم، مع الإبقاء على وضعهم القانوني الحالي دون تغيير، علِمًا أنَّ الجهاتَ المختصَّةَ أنهت تحرياتها ودراستها لبعض هذه الملفات، وتمَّ إلغاءُ تعليقِ قراراتِ اللجوء فيها بناءً على بعض الاعتبارات، كما أوضحت شحادة أن إجراءات لمّ الشمل قد أُعيد العمل بها تدريجيًا، ولكن بوتيرة بطيئة.
وأوضح تقرير صادر عن إدارة الهجرة في وزارة الداخلية أن السلطات تسعى لتشجيع المهاجرين على العودة إلى سوريا عبر نشر معلومات تحفزهم على ذلك. وأشارت سلطات الهجرة إلى أنه يمكن توفير تكاليف مغادرة البلاد بالإضافة إلى دعم مالي للبدء من جديد في وطنهم، وهو ما تم إبلاغ غالبية المهاجرين السوريين به.
وأشار التقرير إلى أن حزمة المساعدات المقدمة تشمل تذكرة طيران أو حافلة مجانية، فضلاً عن تغطية تكاليف السفر من مكان الإقامة إلى نقطة المغادرة. كما يحصل كل مهاجر مغادر على 200 يورو كمساعدة سفر، أو 100 يورو لمن هم دون سن 18 عامًا. إضافة إلى الدعم الطبي أثناء الرحلة وفي بلد المقصد، الذي يمكن أن يصل إلى 2000 يورو لمدة تصل إلى ثلاثة أشهر بعد الوصول.
كما تم الإعلان عن منحة لمرة واحدة قدرها 1000 يورو للشخص الواحد (500 يورو لمن هم دون سن 18 عامًا)، مع تحديد حد أقصى للمنحة بقيمة 4000 يورو لكل أسرة.



