إنسبروك تطلق مشروع “حلقات الجمع” لدعم إعادة التدوير ومساعدة المحتاجين

أطلقت مدينة إنسبروك النمساوية مشروعًا تجريبيًا يهدف إلى تسهيل إعادة تدوير العبوات البلاستيكية والمعدنية ذات الاستخدام الواحد من خلال توفير أماكن خاصة لتجميعها في الشوارع، مع مراعاة البعد الاجتماعي للفئات المحتاجة التي تعتمد على جمع عبوات “البيفاند” كمصدر دخل.

وبحسب وكالة الأنباء النمساوية (APA)، بدأ العمل في النمسا بنظام رهن العبوات أحادية الاستخدام (Einwegpfand) مطلع العام الجاري، حيث أصبحت عبوات المشروبات المصنوعة من الألمنيوم أو البلاستيك – إلى جانب العبوات متعددة الاستخدام – مشمولة بقيمة رهن تُسترد عند إعادتها، ورغم ذلك، لا تزال أعداد كبيرة من هذه العبوات تُلقى في النفايات أو تُرمى في الشوارع، وفق تجارب دول أخرى سبقت في تطبيق هذا النظام.

دعم المحتاجين وتخفيف المخلفات

ولتفادي إهدار هذه العبوات، تبدأ مدينة إنسبروك في يونيو المقبل تنفيذ مشروع تجريبي يتضمن تثبيت “حلقات تجميع” (Pfandringe) على سلال المهملات في الأماكن العامة، إضافة إلى “جزر تجميع” (Pfandinseln) أكبر حجمًا تُخصص لتجميع العبوات بشكل منفصل عن النفايات الأخرى.

يمكن لأي شخص ترك عبواته في هذه الأماكن عوضًا عن رميها في القمامة، ليأخذها من يحتاج إليها ويستفيد من قيمة الرهن. إلا أن المستهدفين الأساسيين، بحسب ما أوضحته جانين بيكس Janine Bex، المستشارة البلدية عن حزب الخضر (Grüne)، هم الأشخاص المحتاجون الذين يعتمدون على جمع هذه العبوات كمصدر دخل، حيث تمثل هذه الحلقات والجزر بديلًا يحفظ الكرامة عن الحاجة للبحث في حاويات القمامة.

مواقع تنفيذ المشروع

المشروع سيبدأ في مناطق مختارة، من بينها:

  • ساحة السوق (Marktplatz)
  • ساحة ألويس لوغر (Alois-Lugger-Platz)
  • منتزه أوليمبيا في حي O-Dorf
  • ممر الإن في جامعة إنسبروك، المعروف بـ “Sonnendeck”، وهو موقع شهير بين الشباب.

وتؤكد المدينة أن نتائج هذا المشروع، الذي سيمتد لعدة أشهر، ستُستخدم لتقييم جدوى تعميمه على نطاق أوسع في جميع أنحاء المدينة.

تجربة ألمانيا وتحذيرات من سوء الاستخدام

رغم أن دولًا أخرى مثل ألمانيا سبقت في تنفيذ أنظمة مماثلة، وأظهرت التجربة هناك قبولًا واسعًا للفكرة من حيث المبدأ، إلا أن التطبيق العملي كشف عن تحديات عدة. ففي كثير من الحالات تُستخدم “حلقات الرهن” لرمي النفايات العادية بدلًا من العبوات، ما يُفقدها الغرض الأساسي.

كذلك، أثارت الشقوق الاجتماعية في النظام بعض الانتقادات، إذ يرى البعض أن جعل العبوات متاحة بشكل مفتوح قد يؤدي إلى استحواذ “جامعي الرهن المحترفين” أو حتى أشخاص غير محتاجين على هذه العبوات، ما يُقصي الفئات المحتاجة التي تُجبر على الاستمرار في التنقيب داخل الحاويات للحصول على عبوات غير مُجمعة.

في إنسبروك، تأمل السلطات أن يساهم الوعي المجتمعي والتفسير المصاحب للمشروع – عبر ملصقات توضيحية ترافق الحلقات والجزر – في الحد من هذه الإشكاليات، وتحقيق أهداف المشروع في تعزيز الاستدامة البيئية والدعم الاجتماعي.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى