ائتلاف ÖVP وSPÖ وNEOS في مراحله الأخيرة.. الإعلان عن الحكومة الأسبوع المقبل

زار قادة أحزاب الشعب ÖVP، والاشتراكي SPÖ، والليبرالي NEOS، يوم السبت، القصر الرئاسي (Hofburg) لإطلاع الرئيس النمساوي ألكسندر فان دير بيلين على تقدم مفاوضاتهم الائتلافية، وأعرب كل من كريستيان ستوكر (ÖVP)، وأندرياس بابلر (SPÖ)، وبيآته ماينل-رايسينغر (NEOS) عن تفاؤلهم بشأن المسار المستقبلي للحكومة، ومن المتوقع الإعلان عن البرنامج الحكومي يوم الأربعاء أو الخميس المقبل.

وبحسب وكالة الأنباء النمساوية (APA)، خلال اجتماع لأعضاء حزب NEOS في فيينا، أوضحت بيآته ماينل-رايسينغر الجدول الزمني المحتمل لتشكيل الحكومة، فمن المقرر أن تعقد الهيئات القيادية للأحزاب اجتماعاتها في نهاية الأسبوع المقبل، في حال التوصل إلى اتفاق نهائي، كما سيجري حزب NEOS استفتاءً داخليًا بين أعضائه في 2 مارس، وهو شرط أساسي لمشاركته في الائتلاف، حيث يتطلب الأمر موافقة ثلثي الأعضاء، وهو أمر يبدو مرجحًا.

في حال نجاح التصويت، يمكن أن تؤدي الحكومة الجديدة اليمين الدستورية في 3 مارس.

مفاوضات مكثفة وملفات رئيسية على الطاولة

قالت ماينل-رايسينغر إن المفاوضات تجري بوتيرة مكثفة ومستدامة، حيث يتمحور النقاش يوم الأحد حول ملف التعليم، مؤكدة أن حزبها يعمل بجد لتحقيق أكبر قدر من المكاسب في هذا المجال، كما أقرت بأن الأشهر الماضية كانت اختبارًا لصبر المواطنين، لكنها شددت على أن الهدف الآن هو تشكيل حكومة قادرة على العمل في أسرع وقت ممكن.

بدوره، صرح كريستيان ستوكر (ÖVP) بعد الاجتماع مع الرئيس أن المباحثات كشفت عن وجود أرضية مشتركة بين الأحزاب الثلاثة، ما دفعها إلى الإسراع في تشكيل الحكومة، وأضاف أن أولويات الحكومة ستشمل الأمن، وتحسين مستوى المعيشة، وتعزيز قطاع التعليم، وتنفيذ إصلاحات إدارية لتبسيط هيكل الدولة.

أما أندرياس بابلر (SPÖ)، فأكد أن المصلحة الوطنية تأتي قبل المصالح الحزبية، مضيفًا: “يجب أن يركز المواطنون على حياتهم اليومية، بينما نحن كسياسيين نتحمل مسؤولية تحسين ظروفهم”، كما أشار إلى أن الأيام والليالي الماضية شهدت مفاوضات شاقة، لكن الأطراف وصلت الآن إلى مرحلة الحسم.

الرئيس فان دير بيلين: “نحن على المسار الصحيح”

رحب الرئيس النمساوي ألكسندر فان دير بيلين بالتقدم الحاصل في المفاوضات، قائلًا: “لقد تحقق تقدم ملموس، والمفاوضات باتت في مرحلتها النهائية”، مؤكدًا أن النمسا بحاجة إلى حكومة قادرة على العمل لمواجهة التحديات الاقتصادية والجيوسياسية المتزايدة. كما شدد على ضرورة استعادة ثقة المواطنين من خلال سياسات فعالة ومستدامة.

عقبات لا تزال قائمة داخل NEOS

رغم الأجواء الإيجابية، لا تزال هناك بعض الخلافات داخل حزب NEOS بشأن الانضمام إلى الحكومة. فقد صرّح النائب دومينيك أوبرهوفر لصحيفة Kronen Zeitung أنه يفتقد إلى إصلاحات جوهرية في عرض الائتلاف، رغم حصول حزبه على حقيبتين وزاريتين ومنصب وكيل وزارة. كما أشار زعيم فرع الحزب في فيينا، كريستوف فيدركير، إلى وجود “نقاط خلاف جوهرية” لا تزال قيد النقاش.

ردود أفعال متباينة من الأحزاب الأخرى

انتقدت حزب الحرية FPÖ هذه المفاوضات، حيث وصف الأمين العام مايكل شنايدليتز التحالف المرتقب بأنه “أكبر خداع انتخابي في التاريخ السياسي الحديث”، متهمًا حزب ÖVP بأنه بدأ هذه المفاوضات حتى قبل الانتخابات بهدف الحفاظ على منصب المستشار.في المقابل، رحّب الحزب الأخضر بهذه التطورات، حيث صرّح زعيمه فيرنر كوغلر بأن تشكيل حكومة مؤيدة للاتحاد الأوروبي يعد “أمرًا إيجابيًا”، معتبرًا أن ذلك أبعد خطر تولي FPÖ قيادة البلاد. كما أكد أن حزبه لن يدعم أي اقتراحات لحجب الثقة من اليمين المتطرف، حتى لو كان على خلاف مع بعض سياسات الائتلاف الجديد.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى