اتفاق جمركي جديد بين واشنطن وبروكسل يضع تحديات أمام صناعة السيارات النمساوية

وصف خبراء في الصناعة النمساوية الرسوم الجمركية الأمريكية الجديدة على واردات السيارات الأوروبية بأنها “تحدٍّ كبير لكنه غير مستحيل”، وذلك عقب التوصل إلى اتفاق جمركي جديد بين الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة جنّب الطرفين تصعيدًا تجاريًا، فيما دعت أصوات صناعية في النمسا إلى إعادة النظر في اتفاقات التجارة الحرة، بحسب وكالة الأنباء النمساوية (APA).

بعد شهور من الترقب، توصّل الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة إلى اتفاق جديد بشأن الرسوم الجمركية، أنهى المخاوف من اندلاع حرب تجارية شاملة، وبدلاً من الرسوم التي كانت مهددة بالوصول إلى 30% اعتبارًا من الأول من أغسطس، تم التوافق على فرض رسم أساسي بنسبة 15% على البضائع الأوروبية المستوردة إلى الولايات المتحدة.

ورغم أن الاتفاق أعاد بعض الاستقرار إلى قطاع الصناعة الأوروبي، فإن الأوساط الاقتصادية في ولاية Steiermark النمساوية – المعروفة بصناعة السيارات – لم تُبدِ ارتياحًا كاملاً، فقد صرّح وزير الاقتصاد النمساوي Wolfgang Hattmannsdorfer (عن حزب الشعب ÖVP) بأنه لا يمكن وصف الاتفاق بأنه “سبب للفرح الكبير”، مشيرًا إلى أنه لا يلبي التوقعات بالكامل.

زيادة الرسوم منذ عهد ترامب

وقبل تولي الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب السلطة، كانت الرسوم الجمركية المفروضة على واردات السيارات من الاتحاد الأوروبي لا تتجاوز 2.5%، لكن سياسات ترامب زادت هذه النسبة إلى 27.5%، ومع الاتفاق الحالي، أصبحت النسبة 15%، ما اعتبره البعض انتصارًا نسبيًا للرئيس الأمريكي، الذي وصف الاتفاق بـ”أعظم صفقة تجارية على الإطلاق”.

وفي هذا السياق، كتب Karl Hartleb من مركز التدويل في Steiermark على وسائل التواصل الاجتماعي: “الرسوم الأمريكية الجديدة بنسبة 15% على المنتجات الأوروبية تُعدّ تحديًا، لكنها ليست غير قابلة للتجاوز”.

استثناءات تضاعف القلق الصناعي

رغم الاتفاق، لا تشمل التسوية الجديدة قطاعي الصلب والألمنيوم، حيث ما تزال واردات هذه المواد من الاتحاد الأوروبي إلى الولايات المتحدة خاضعة لرسوم تصل إلى 50%، الأمر الذي يثير استياء الجهات الصناعية.

وقال Kurt Maier، رئيس اتحاد الصناعيين في Steiermark، إن هذه التسوية تظل مؤقتة ومحدودة، مضيفًا: “لا يمكن الوثوق باستمرار هذا الوضع في ظل التقلبات المتكررة للرئيس الأمريكي. عندما تبدأ من نسبة عالية ثم تُخفّضها قليلاً، يبدو الأمر كما لو أنه نجاح، لكنه في الواقع تراجع عن وضع أفضل سابقًا”.

دعوة لإعادة النظر في الاتفاقات التجارية

ورأى Maier أن النمسا بحاجة ملحة إلى مراجعة سياساتها التجارية الدولية، خاصة ما يتعلق باتفاقيات التجارة الحرة، مؤكدًا: “نحتاج إلى اتفاقات عابرة للأطلسي مع دول أخرى. ملف Mercosur (اتفاق التجارة الحرة مع أمريكا الجنوبية) من القضايا التي تأخرت كثيرًا”.

يُذكر أن البرلمان النمساوي كان قد رفض التصديق على اتفاق Mercosur في عام 2017، وهو ما يُعدّ من العراقيل الرئيسية أمام تنفيذه حتى اليوم.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى