اتهام شاب أفغاني بالتخطيط لهجمات إرهابية باسم “داعش” في قلب سالزبورغ

اتهمت النيابة العامة في ولاية سالزبورغ شابًا أفغانيًا يبلغ من العمر 21 عامًا بالانتماء إلى تنظيم “الدولة الإسلامية” (IS)، والتخطيط لتنفيذ هجمات إرهابية في النمسا، بعد أن كشفت السلطات الأمنية أنه كان يعمل كخلية نائمة في البلاد، وجُهّز لتنفيذ عمليات دموية خلال احتفالات عيد الميلاد في ديسمبر 2024، مستهدفًا مواقع مكتظة في المدينة.

وبحسب صحيفة Heute النمساوية، كشفت السلطات القضائية يوم الثلاثاء، أن الشاب الأفغاني، الذي لم يكن لديه سجل جنائي سابق، محتجز احتياطيًا منذ الثاني من ديسمبر 2024، وأن النيابة العامة وجهت إليه رسميًا لائحة اتهام تتضمن جرائم الانتماء إلى تنظيم إرهابي، وتنفيذ أعمال إرهابية، والانخراط في تنظيم إجرامي، بالإضافة إلى التحريض على ارتكاب جريمة إرهابية.

وبحسب النيابة، فإن المتهم الذي دخل النمسا في فبراير 2023، قد أظهر “تصميمًا مرعبًا” على تنفيذ عمليات إرهابية تحت راية تنظيم “الدولة الإسلامية” (IS)، حيث كان ينشط كـ”خلية نائمة” (Schläfer)، مستعدًا لتلقي أوامر من قيادة التنظيم وشن هجمات في أي وقت.

ومن بين الأهداف التي وضعها نصب عينيه كانت قلعة هوهنزالزبورغ (Festung Hohensalzburg)، ومحطة سالزبورغ الرئيسية (Salzburger Hauptbahnhof)، وسوق عيد الميلاد (Christkindlmarkt) في Dom- und Residenzplatz. وكان قد حدد توقيت العملية الإرهابية ليكون خلال موسم عيد الميلاد لعام 2024، وهي فترة تشهد ازدحامًا كبيرًا.

استعداد للقيام بهجمات انتحارية وتواصل مع متطرفين في الخارج

ذكرت النيابة العامة أن المتهم أبدى استعداده لتنفيذ هجوم انتحاري باستخدام أسلحة نارية ومتفجرات، إلى جانب تنفيذ هجوم بالسلاح الأبيض. ويُعتقد أنه أجرى تحضيرات فعلية من خلال البحث عن معلومات عبر الإنترنت تخص تصنيع العبوات الناسفة، وشرع في جمع مواد تحضيرية لتصنيعها.

كما اتُّهم بمحاولة تجنيد شخص آخر في بلجيكا لتنفيذ هجوم انتحاري في إيران، حيث سعى، في 21 نوفمبر 2024، إلى إقناع هذا الشخص بالسفر من بلجيكا إلى إيران وتنفيذ عملية باسم تنظيم IS. وقدّم له صلات بأعضاء في التنظيم وشجعه على التعبير عن استعداده لتنفيذ العملية. إلا أن السلطات البلجيكية تمكنت من توقيف الشخص المتطرف قبل مغادرته البلاد، مما حال دون وقوع العملية.

نشر دعاية لتنظيم “الدولة الإسلامية”

لم تقتصر نشاطات المتهم على التخطيط والتنظيم، بل تعدتها إلى نشر وترويج دعاية جهادية عبر الإنترنت. فقد قام، بحسب التحقيقات، بجمع ونشر مقاطع فيديو وصور صادمة تمجد أعمال العنف التي يرتكبها تنظيم IS، وتروج لأيديولوجيته المتطرفة. وشملت هذه المواد محتوى عنيفًا يهدف إلى التجنيد والتأثير في المتابعين عبر وسائل التواصل الاجتماعي.

كما أظهرت التحقيقات أنه استخدم الإنترنت للبحث عن مخططات تقنية لصنع المتفجرات، ما يُعد مؤشرًا على نية جدية لتصنيع عبوات ناسفة محلية الصنع.

القضية أمام محكمة الجنايات في سالزبورغ

وبالرغم من أن المتهم لم يكن معروفًا لدى السلطات سابقًا، إلا أن اعترافاته الجزئية أمام القضاء، إلى جانب الأدلة التقنية والمراقبة، دفعت النيابة إلى تحريك الدعوى الجنائية. ونظرًا لخطورة الجرائم المنسوبة إليه، ستحال القضية إلى محكمة الجنايات بهيئة محلفين في المحكمة الإقليمية بولاية سالزبورغ (Landesgericht Salzburg).

ونظرًا إلى أن بعض الأفعال نُسبت إليه عندما كان لا يزال تحت السن القانونية، فقد تقرر أن تُعقد المحاكمة أمام محكمة الأحداث (Jugendgericht). ولم يُحدد حتى الآن تاريخ أولى جلسات المحاكمة.

ويواجه المتهم، في حال إدانته، عقوبة سجن تتراوح بين عشرين عامًا والسجن المؤبد، حسب ما تنص عليه القوانين النمساوية الخاصة بالجرائم الإرهابية والجماعات الإجرامية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى