ارتفاع التكاليف وخوف الشركات من تسريح العمال يخلق بيئة عمل «سامة» في فيينا

فييناINFOGRAT:

أظهرت دراسة استقصائية أجراها اتحاد حماية الائتمان KSV1870 أن نصف الشركات في مدينة فيينا تتأثر بشكل مباشر بنقص العمالة المتخصصة، إلا أن نسبة قليلة جدًا من هذه الشركات تخطط فعليًا لتوظيف أشخاص جدد خلال الفترة المقبلة، بحسب وكالة الأنباء النمساوية (APA).

وأوضح المدير العام للاتحاد، ريكداردو-خوسيه فيبيرال، أن السبب الرئيس وراء هذا التردد يعود إلى ما وصفه بـ«خوف من التضخم»، حيث تخشى الشركات من ارتفاع التكاليف دون قدرة على تعويضها مستقبلاً.

وأشارت الدراسة إلى أن نقص الكفاءات يؤدي إلى أعباء إضافية على الموظفين الحاليين، وهو ما يزيد من ضغوط العمل ويؤثر سلبًا على رضا العملاء، بالإضافة إلى احتمال انخفاض الإيرادات نتيجة عدم القدرة على تلبية الطلبات بشكل كامل. وأكدت الدراسة أن القطاعات الأكثر تضررًا من هذا الوضع هي قطاع الضيافة والبناء، إضافة إلى الخدمات الصحية والاجتماعية، حيث تكاد الشركات في هذه القطاعات تصل إلى أقصى حدود طاقتها التشغيلية.

وقال فيبيرال، إن سبع من كل عشر شركات تواجه صعوبة في شغل الوظائف الشاغرة بسبب القيود المالية، موضحًا أن تكاليف الأجور والرواتب الجانبية قد ارتفعت بشكل كبير خلال السنوات الأخيرة، إلى جانب ارتفاع تكاليف الطاقة والمواد الخام. وأوضح أن هذه العوامل تجعل الشركات تتردد في زيادة عدد الموظفين خشية اضطرارها لاحقًا إلى تسريحهم، وهو ما وصفه بأنه حالة من «القلق المستمر» التي تؤثر على خطط التوظيف.

وأكد فيبيرال أن التركيز على عدد قليل من الموظفين وتحميلهم مهام متعددة يؤدي إلى مشاكل صحية ونفسية للموظفين ويخلق بيئة عمل «سامة»، مما يزيد من احتمال استقالة العاملين. وأوضح أن كسر هذه الحلقة المفرغة يتطلب وضع رؤية واضحة للسياسات الاقتصادية والصناعية في البلاد، بما في ذلك استراتيجية واضحة لتطوير موقع فيينا كمركز صناعي واقتصادي، إضافة إلى ضرورة تخفيف البيروقراطية وتمكين الشركات من مواجهة التحديات المالية بشكل أفضل، وتحفيز الطلب الداخلي والخارجي على المنتجات والخدمات.


مباشر لأحدث القصص

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى