ارتفاع عمليات انتقال ملكية الشركات بقطاع المطاعم والفنادق في فيينا مع تقاعد جيل “البابي بومر”

شهدت العاصمة النمساوية فيينا ارتفاعًا متوقعًا في عدد تسليم الشركات إلى خلفاء جدد، وذلك نتيجة موجة إحالات واسعة إلى التقاعد في صفوف جيل “البابي بومر”؛ ويتركز هذا التحول بشكل خاص في قطاعات المطاعم، وصالونات الحلاقة، والفنادق، وفقًا لما أعلنته غرفة التجارة في فيينا.

وبحسب وكالة الأنباء النمساوية (APA)، قالت غرفة التجارة الفيينية (Wirtschaftskammer Wien – WKW) صباح اليوم الأربعاء، إن المئات من أصحاب الشركات في المدينة يبحثون حاليًا عن خلفاء لهم، فيما يُتوقّع أن يزداد عدد عمليات تسليم الشركات (Betriebsübergaben) خلال عام 2025، مدفوعًا بخروج أعداد كبيرة من المؤسسين والمديرين القدامى إلى التقاعد.

منصة الوساطة والدعم المالي

أوضحت الغرفة أن أفضل سيناريو هو تسليم الشركة لأحد أفراد العائلة، خصوصًا إذا كانت قد بُنيت على مدار سنوات طويلة بالمال والجهد. ولكن في حال تعذر ذلك، فإن منصة تبادل الخلفاء التابعة لغرفة التجارة الفيينية تتيح فرصًا للربط بين أصحاب الشركات الراغبين في التسليم وأشخاص مهتمين بالاستلام.

كما توفر الغرفة معلومات تفصيلية خلال أيام الاستشارة (Sprechtage)، بالإضافة إلى دورات تدريبية متنوعة وبرامج تأهيلية للمستلمين المحتملين. وذكرت الغرفة أيضًا أنه يمكن الحصول على دعم مالي يصل إلى 10,000 يورو في حال تم إتمام عملية استلام الشركة بنجاح.

مثال واقعي: مطعم Meidlinger Gasthaus يطلق “محاولة أخيرة”

من أبرز الأمثلة على الصعوبة التي تواجه بعض الشركات في إيجاد خلفاء، مطعم Gasthaus Stafler الواقع في حي Meidling بفيينا. فقد نشر أصحاب المطعم في إحدى منصات التواصل الاجتماعي نداءً تحت عنوان: “محاولة أخيرة لإنقاذ مطعمنا”، حسب ما نقلته عدة وسائل إعلام محلية يوم الثلاثاء.

وكان المطعم قد أُغلق في خريف عام 2024 بسبب مرض طارئ أصاب المشغلين الحاليين، ويبحث الآن عن من يخلفه حتى نهاية يونيو 2025. وبحسب المنشور، فإن الفشل في إيجاد من يستلم المطعم قد يعني نهايته الحتمية.

مزايا وتحديات استلام شركة قائمة

أشارت غرفة التجارة في فيينا إلى أن استلام شركة قائمة له عدة مزايا، من بينها توفر قاعدة من الزبائن الدائمين (Stammkunden)، وكذلك وجود موظفين مدرّبين يمكن الاستفادة من خبراتهم. لكن في المقابل، فإن المستلم الجديد يتحمّل جميع الالتزامات القانونية والمالية المترتبة على الشركة، بما في ذلك عقود الإيجار، والضمانات على المنتجات المباعة، والضرائب، والرسوم الحكومية.

وبحسب إحصائيات غرفة التجارة، فقد تم تسجيل 1,768 عملية تسليم شركات في فيينا خلال العام الماضي، وهي نسبة بقيت مستقرة نسبيًا خلال العقدين الماضيين. ومع ذلك، فإن عام 2025 مرشّح لتسجيل زيادة واضحة في هذه العمليات، نظراً للتغييرات الديمغرافية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى