ارتفاع ملحوظ في الإيجارات خارج مركز فيينا بعد تفشي كورونا وتغير سلوك العمل
فيينا – INFOGRAT:
غيّرت جائحة كورونا سوق الإيجارات في فيينا، حيث أدّت التحولات في أنماط الحياة والعمل، مثل العمل من المنزل وزيادة الوقت الذي يُقضى داخل المنزل، إلى ارتفاع ملحوظ في أسعار إيجارات بعض أنواع الشقق، لا سيما في المناطق الطرفية من المدينة، وذلك وفقًا لدراسة شارك في إعدادها مركز علوم التعقيد (Complexity Science Hub)، بحسب وكالة الأنباء النمساوية (APA).
وأشارت الدراسة إلى أن الطلب ازداد على الشقق التي تحتوي على ميزات معيّنة مثل التراس أو الشرفة أو الحديقة أو عدد غرف أكبر، بسبب الاعتماد المتزايد على العمل عن بُعد، وقد أدى هذا التحول في الأولويات إلى ارتفاع أسرع في الإيجارات بالمناطق الواقعة خارج المركز، مقارنةً بالدوائر المركزية في فيينا.
ووفق نتائج الدراسة، فقد ارتفعت الإيجارات في الدوائر من الأولى حتى التاسعة بنسبة تقارب أقل من 10٪، في حين شهدت المناطق الخارجية زيادات تجاوزت 15٪. وكانت أكبر معدلات الزيادة في الأسعار قد سُجّلت في الدوائر: 10، 11، 15، 20، 21 و23، أما في المناطق التي كانت أصلًا ذات أسعار مرتفعة، مثل الدوائر 13، 18 و19، فقد كانت الزيادة في الإيجارات أقل نسبيًا.
وأضافت الدراسة أن قرب الشقة من وسط المدينة أو من وسائل النقل العام فقد أهميته التقليدية، إذ باتت عوامل مثل مساحة السكن وجودة المعيشة والبيئة القريبة أكثر تأثيرًا في قرارات السكن بعد الجائحة.
وأوصى الباحثون بأن يتم أخذ هذه التحولات في الحسبان عند تخطيط مشاريع الإسكان العامة (Gemeindebau) أو تعديل الأبنية القائمة، إلى جانب تضمينها في الخطط العمرانية المستقبلية للمدينة، لا سيما وأن عددًا متزايدًا من السكان يعملون الآن من منازلهم بدلاً من التنقل اليومي إلى وسط المدينة.وحذّرت الدراسة من أن غياب العروض والخدمات المناسبة في المناطق الطرفية قد يؤدي إلى خسارة المتاجر والعملاء، بينما دعت إلى تعزيز وسائل التنقل المستدامة، وتوفير مراكز تسوّق وخدمات ترفيهية ومساحات خضراء في المناطق خارج الحزام المركزي (außerhalb des Gürtels)، بما يتوافق مع تغير أولويات السكان.



