استطلاعات الرأي تلمّح إلى حكومة محلية في فيينا غير مستقرة وتحالف ثلاثي محتمل

أجمعت استطلاعات الرأي وتحليلات الخبراء السياسيين على أن الحزب الاشتراكي النمساوي (SPÖ) يتّجه نحو فوز قوي في انتخابات مجلس بلدية فيينا المرتقبة، على الرغم من تراجع طفيف متوقّع في عدد الأصوات مقارنة بالانتخابات السابقة، وتشير التقديرات إلى أن حزب الحرية (FPÖ) قد يحقّق قفزة كبيرة تصل إلى ثلاثة أضعاف نتيجته السابقة، ما يؤهّله لاحتلال المركز الثاني، بينما سيُحسم تشكيل الحكومة المحلية المقبلة ضمن منافسة ثلاثية خلف الحزبين، وفقًا لما أفاد به خبيرا استطلاعات الرأي فولفغانغ باخماير (Wolfgang Bachmayer) وكريستوف هازلماير (Christoph Haselmayer).

وبحسب وكالة الأنباء النمساوية (APA)، وصف باخماير الحملة الانتخابية الحالية بأنها “لا تشبه حملة انتخابية حقيقية”، مشيرًا إلى أنها طغت عليها مواضيع داخلية حزبية مثل مشروع لوباو أوتو بان (Lobau-Autobahn)، والتي لم تلقَ اهتمامًا واسعًا في النقاشات العامة أو الإعلام، وأرجع هذا الغياب إلى انشغال الرأي العام ووسائل الإعلام بمفاوضات تشكيل الحكومة الاتحادية الجديدة، الأمر الذي أدّى إلى ما وصفه بـ”الإرهاق الانتخابي”، وقد يُسهم في تقليل نسبة المشاركة في الانتخابات.

من جانبه، توقّع هازلماير أيضًا نسبة مشاركة منخفضة، خاصّة بالمقارنة مع باقي الولايات النمساوية، مشيرًا إلى أنها “قد تبدأ بالرقم 6″، وأكّد أن مسألة القدرة على “تحفيز الناخبين” ستكون حاسمة، إذ أن أجواء الانتخابات لم تصل فعليًا إلى شريحة واسعة من المواطنين.

بنية الناخبين قد تعزّز فرص الحزب الاشتراكي

رغم تدنّي الحماسة الانتخابية، لا يرى هازلماير أن ذلك يشكّل خطرًا كبيرًا على الحزب الاشتراكي، إذ أن القاعدة الانتخابية الأساسية للحزب مكوّنة من فئة عمرية تفوق الستين عامًا، والتي تُظهر عادة التزامًا مرتفعًا بالتصويت، بعكس الفئات الأصغر سنًا التي تميل إلى دعم حزب الحرية.

لودفيغ يهيمن على المشهد السياسي

يرى الخبيران أن عمدة فيينا الحالي، ميخائيل لودفيغ (Michael Ludwig)، يتمتّع بشعبية تفوق باقي المرشّحين بكثير، وأنه في حال أجريت انتخابات مباشرة للعمدة، لكان لودفيغ قد حصد نتائج أفضل من حزبه نفسه، ويكاد دومينيك نيب (Dominik Nepp) من حزب الحرية يكون المرشّح الوحيد الآخر القادر على الحشد بشكل مشابه لحزبه، أما باقي المرشّحين فيفتقدون لهذا التأثير.

ويواجه مرشّح حزب الشعب النمساوي (ÖVP) كارل ماهر (Karl Mahrer) تحديات كبيرة، منها احتمال صدور لائحة اتهام بحقه، بينما تعاني مرشّحتا حزب الخضر، يوديت بويرينغر (Judith Pühringer)، وحزب النيوس، سلمى أراپوڤيتش (Selma Arapovic)، من ضعف في الظهور العام وانخفاض في معدلات المعرفة الجماهيرية بهما. وصف هازلماير وضع حزب النيوس بالقول: “للتعرّف على مرشحته يجب قراءة النشرة المرفقة”.

التحالفات المحتملة بعد الانتخابات: الخيارات محدودة

يشير هازلماير إلى أن الفارق بين تحالف ثنائي أو ثلاثي لتشكيل الحكومة المحلية قد لا يتعدّى نسبة “واحد إلى اثنين بالمئة”. ورغم رغبة الحزب الاشتراكي في استمرار التحالف مع حزب النيوس (NEOS)، إلا أن التراجع المحتمل لهذا الأخير يوم الاقتراع قد يجعل هذا التحالف غير ممكن من الناحية العددية.

ويرى باخماير أن تحالف الحزب الاشتراكي مع النيوس يظل الأكثر احتمالًا في حال توفّر الأغلبية، مشيرًا إلى أن التعاون بين الحزبين كان أكثر سلاسة مقارنة مع الخضر. في المقابل، يرى هازلماير أن الحزب قد يضطر إلى اختيار تحالف ثنائي مع الخضر في حال لم تؤمّن النتيجة تحالفًا مريحًا مع النيوس، مستبعدًا في الوقت ذاته تحالفًا مع حزب الشعب بسبب مشاكل محتملة تتعلق بمصداقية مرشّحه ماهر. أمّا التحالف مع حزب الحرية فقد تمّ استبعاده بشكل قاطع من قبل الحزب الاشتراكي.

استطلاعات الرأي: تقدّم واضح للاشتراكيين ومنافسة ثلاثية محتدمة

وفقًا لأحدث نتائج اتجاهات التصويت لوكالة الأنباء النمساوية (APA-Wahltrend)، يتقدّم الحزب الاشتراكي بنسبة 38.9%، يليه حزب الحرية بـ21.7%. أما المراكز التالية فتشهد تنافسًا قويًا بين حزب الخضر (12%)، حزب الشعب (11.2%) وحزب النيوس (9.3%).

ولا يتوقّع الخبراء أن تتمكّن أحزاب مثل الحزب الشيوعي النمساوي (KPÖ) أو فريق هاينز كريستيان شتراخه (Team HC Strache) من اجتياز عتبة الـ5% المطلوبة لدخول مجلس البلدية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى