استمرار النشاط الشمسي المرتفع يمنح فرصة جديدة لمشاهدة الأضواء الشمالية في النمسا
فيينا – INFOGRAT:
أكد كريستيان ميستل، رئيس مكتب الطقس الفضائي النمساوي في Graz، أن النشاط الشمسي المرتفع سيستمر خلال عام 2025، مما يرفع من احتمالات ظهور الأضواء الشمالية (Polarlichter) في النمسا، وأشار إلى أن هذا النشاط يأتي في ظل بلوغ الشمس الحد الأقصى لدورتها الشمسية الخامسة والعشرين، حيث يُسجل أعلى مستويات للبقع الشمسية منذ 20 عامًا.
وبحسب وكالة الأنباء النمساوية (APA)، تاريخيًا، تُقاس النشاطات الشمسية عبر عدد البقع الشمسية والمجموعات المرتبطة بها، التي تُحدد ما يُعرف باسم “العدد النسبي للبقع الشمسية”. ومن المتوقع أن تحافظ الشمس خلال عام 2025 على نفس المستوى المرتفع للنشاط المسجل عام 2024، والذي شهد رقمًا قياسيًا بلغ 290 بقعة شمسية في يوم واحد في يوليو الماضي، وأعلى معدل شهري بلغ 215 بقعة في أغسطس.
وشهد عام 2024 ما يقرب من 50 عاصفة شمسية ضربت الأرض، وهي الأعلى خلال العقدين الماضيين، وقد أظهرت أربع منها القدرة على التسبب في ظهور أضواء شمالية واضحة حتى في مناطق جنوبية مثل النمسا. وأوضح ميستل أن هذه الظاهرة تعتمد على عدد من العوامل بجانب النشاط الشمسي، مثل الظروف الجوية، سطوع القمر، وطول الليل مقارنة بالنهار، فضلاً عن توقيت العاصفة.
عروض مذهلة في النمسا لعام 2024
في ليلة 11 مايو 2024، شهدت النمسا أقوى عاصفة شمسية منذ عام 2003، حيث أضاءت الأضواء الشمالية سماء البلاد، حتى أنها كانت مرئية في العاصمة فيينا رغم الأضواء الحضرية. كما شوهدت أضواء مماثلة في ليلة 11 أكتوبر، لكن تأثيرها كان أكثر وضوحًا في غرب النمسا بسبب الأحوال الجوية المناسبة.
وأوضح ميستل أن الأضواء الشمالية تُحدث نتيجة اصطدام الجسيمات عالية الطاقة، التي تطلقها الشمس خلال العواصف، بذرات الغلاف الجوي للأرض، مما يتسبب في إشعاعات ملونة خلابة. وبينما قد تسبب العواصف الشمسية القوية تأثيرات تقنية على أنظمة الملاحة والطاقة، إلا أن العواصف الأخيرة لعام 2024 لم تتسبب في أضرار كبيرة، باستثناء بعض التشويش على إشارات الأقمار الصناعية وأنظمة GPS.
استعدادات علمية لمراقبة النشاط الشمسي
لضمان التنبؤ المسبق بهذه الظواهر، تعمل وكالات الفضاء مثل NASA وESA على تطوير برامج رصد متقدمة. وفي فبراير 2025، ستطلق NASA مهمة “Punch”، التي تتكون من أربعة أقمار صغيرة لرصد الرياح الشمسية وتتبع تأثيراتها حتى وصولها إلى الأرض. كما تخطط وكالة الفضاء الأوروبية لإطلاق مهمة “VIGIL” في عام 2031 لمراقبة الأنشطة الشمسية بشكل مستمر.
رغم التوقعات بانخفاض النشاط الشمسي بعد عام 2025، يعتقد الخبراء أن تأثيرات العواصف قد تكون أكثر شدة في السنوات التالية، مما يوفر فرصًا إضافية لرؤية الأضواء الشمالية في أوروبا حتى عام 2027.



