اعتقال نمساوي مُسن قيادي في تنظيم تخريبي بتهمة تهديد قاضٍ وأنشطة معادية للدولة

اعتُقل مواطن نمساوي يبلغ من العمر 71 عاماً في الساعات الأولى من صباح يوم الإثنين في منطقة Villach-Land بولاية كيرنتن (Kärnten)، وذلك بشبهة تورطه في أنشطة معادية للدولة وتهديده لأحد القضاة بهدف عرقلة مسار العدالة، وأعلنت الشرطة النمساوية عن الواقعة صباح الثلاثاء، مؤكدة أن الرجل يُعتبر شخصية خطرة على الأمن العام، وله صلات مع حركة “رايشسبورغر” (Reichsbürger) المعروفة بإنكار شرعية الدولة.

وبحسب وكالة الأنباء النمساوية (APA)، تم تنفيذ الاعتقال في إطار عملية منسقة تحت إشراف مكتب حماية الدولة ومكافحة التطرف (LSE) في كيرنتن، وبمشاركة قوات من وحدة النخبة EKO Cobra، وقوات التدخل الخاصة EGS، وقوى العمليات في المناطق، إضافة إلى عناصر التحقيق الجنائي من منطقتي Wolfsberg وVillach-Land.

وأكدت السلطات أن الرجل مشتبه به في المشاركة منذ عام 2023 في أنشطة تهدف إلى تقويض مؤسسات الدولة النمساوية، ويُعتقد أنه هدد قاضياً بهدف منعه من متابعة إجراء محاكمة جنائية ضده.

ارتباط بحركة “الدولة الحرة بروسيا” ومعاداة النظام الجمهوري

التحقيقات جاءت في إطار قضية أوسع تتعلق بما يسمى “الدولة الحرة بروسيا” (Bundesstaat Preußen)، وهي مجموعة لا تعترف بشرعية جمهورية النمسا ولا بمؤسساتها، وتسعى من خلال أعمال منظمة إلى تقويض النظام الدستوري للدولة.

وتندرج هذه المجموعة ضمن ما يُعرف باسم Staatsverweigerer أو “رافضو الدولة”، وهي حركة ظهرت في ألمانيا والنمسا، تضم أفراداً ينكرون وجود الدولة ككيان شرعي ويرفضون الالتزام بالقوانين، وتعد امتداداً لحركة Reichsbürger (“مواطني الرايخ”) التي تنكر شرعية الدولة الألمانية الحديثة وتعتبر أن “الرايخ الألماني” ما يزال قائماً.

تصنيف أمني خطير وضبط أدلة هامة

وخلال مداهمة مقر سكن المتهم، تم ضبط كميات كبيرة من الأدلة، من بينها مستندات ورقية ووسائط رقمية يُشتبه في استخدامها ضمن أنشطة معادية للدولة. وقد تم توصيف الرجل على أنه “خطير بشكل خاص” نظراً لعلاقاته المثبتة بأشخاص من حركة “رافضي الدولة” في ألمانيا، وهي جماعات متطرفة ارتبطت بعدة حوادث عنف ضد الشرطة خلال السنوات الماضية، بما في ذلك تبادل لإطلاق النار أدى إلى سقوط قتلى خلال تنفيذ مهام رسمية.

وقد أُودع المتهم، بأمر من نيابة Klagenfurt، في مؤسسة إصلاحية في كلاغنفورت (Justizanstalt Klagenfurt)، بينما ما تزال التحقيقات مستمرة، ويجري حالياً تقييم الحاجة إلى اتخاذ تدابير إضافية لحفظ الأمن.

الشرطة تواصل مراقبة الجماعات المتطرفة

أكدت الشرطة أنها تراقب عن كثب تحركات الجماعات المعادية للدولة، وأنها تتعامل بحزم مع أي محاولات لتهديد النظام الديمقراطي الدستوري في النمسا. وتأتي هذه القضية في وقت تتزايد فيه التحذيرات من أنشطة اليمين المتطرف و”رافضي الدولة”، وخصوصاً بعد تسجيل هجمات مسلحة في ألمانيا قام بها أشخاص ينتمون لهذه الأوساط.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى