اعتقال 9 متعاطفين مع فلسطين مؤقتاً اقتحموا مقر التلفزيون النمساوي في تيرول بسبب التغطية المنحازة
فيينا – INFOGRAT:
اقتحم ناشطون مؤيدون للقضية الفلسطينية، يوم الجمعة، مقر الاستوديو الإقليمي لهيئة الإذاعة العامة النمساوية (ORF) في ولاية تيرول (Tirol)، مطالبين بتغطية إعلامية أكثر حيادية للعدوان الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة منذ أكثر من عشرين شهراً، ما أدى إلى استنفار أمني كبير وتدخل وحدة Cobra الخاصة.
وبحسب وكالة الأنباء النمساوية (APA)، فإن الاقتحام نفذه أعضاء من مجموعة “مبادرة فلسطين في تيرول (Initiative Palästina Tirol)“، حيث دخلوا مبنى الهيئة واحتلوه لفترة وجيزة، رافعين علم فلسطين على منصة الهوائيات الموجودة على سطح المبنى، وسط هتافات: “فلسطين حرة (Free Palestine)”، وإشعال ألعاب نارية (bengalische Feuer) داخل المقر.
وفي بيان تلاه أحد المحتجين داخل المبنى، طالب الناشطون الحكومة النمساوية وهيئة الإذاعة العامة بالتحرك العاجل لوقف ما وصفوه بـ”الإبادة الجماعية” التي تُرتكب بحق الفلسطينيين في غزة، داعين أيضاً إلى تغطية إعلامية تتسم بـالحياد والموضوعية تجاه الأزمة الإنسانية الناتجة عن الحرب الإسرائيلية المستمرة منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023.
الشرطة تتدخل ووحدة “كوبرا” تتعامل مع المحتجين على السطح
وأكدت شرطة تيرول في بيان رسمي أن الاحتجاج لم يكن مرخصاً، مما استدعى تدخلاً واسعاً لقوات الأمن للسيطرة على الوضع، بما في ذلك استدعاء وحدة العمليات الخاصة Cobra، نظراً لما وصفته الشرطة بـ”خطورة الموقف” بعد أن تواجد أربعة من المحتجين على سطح المبنى عند منصة الهوائيات.
وأضافت الشرطة أن العملية انتهت بشكل سلمي دون أضرار مادية أو إصابات، إلا أن تسعة من المشاركين في الاقتحام تم توقيفهم، في حين أعلنت المجموعة المنظمة أن 14 ناشطاً شاركوا في “احتلال” مقر ORF Tirol. وأكدت الشرطة أنها فتحت تحقيقاً لتحديد ما إذا كانت هناك مخالفات جنائية قد ارتُكبت أثناء الاقتحام.
ORF ينفي الانحياز ويؤكد “التوازن التحريري”
قال رئيس التحرير في ORF Tirol، غيورغ لايش (Georg Laich)، إن المتظاهرين دخلوا المبنى فجأة وتمت محاورتهم لاحقاً، وأوضح أنه استمع إلى مطالبهم وأكد لهم أن هيئة الإذاعة العامة تغطي الصراع في الشرق الأوسط بشكل متوازن وموضوعي، ثم طلب منهم مغادرة المبنى.
من جانبها، أصدرت هيئة الإذاعة العامة بياناً أكدت فيه أن البث لم يتأثر بالاقتحام، مشيرة إلى أن الهيئة تضع في جميع منصاتها الإعلامية أولوية كبيرة للتوازن والحياد في تغطية الحرب في غزة.
ردود فعل سياسية: الإدانة والدعوات لحماية الإعلام
أثارت الواقعة ردود فعل سياسية متباينة في النمسا. فقد عبّرت أستريد ماير (Astrid Mair)، عضوة حكومة ولاية تيرول والمسؤولة عن ملف الأمن الداخلي، عن إدانتها الشديدة للاقتحام، معتبرة أن حرية التعبير والتظاهر لا تبرر اقتحام المؤسسات الإعلامية، واصفة ذلك بأنه تجاوز “خط أحمر” يهدد النظام العام ويقوّض مصداقية المطالب المشروعة.
أما رئيس حزب الحرية النمساوي FPÖ في تيرول، ماركوس أبفيرتسر (Markus Abwerzger)، فقد أعرب عن “صدمته” مما حدث، وصرّح بأن الديمقراطية وحرية الإعلام خط أحمر لا يجوز المساس بهما “من قِبل من وصفهم بـ’متعاطفين مع الإرهاب'”، محذّراً مما أسماه “مزيداً من أعمال الشغب المناهضة لإسرائيل من قِبل أنصار حماس في تيرول”، على حدّ تعبيره.



