افتتاح مصنع “Hirschmann Automotive” لصناعة السيارات النمساوي في المغرب وتوفير 600 فرصة عمل
شهد يوم الخميس الموافق لـ 30 أكتوبر الجاري دفعة قوية للاقتصاد والاستثمار النمساوي في شمال أفريقيا، مع التدشين الرسمي لثاني مصنع تابع لشركة Hirschmann Automotive، الرائدة في صناعة أنظمة السيارات الكهربائية وحلول الربط الذكي، وذلك داخل منطقة التسريع الاقتصادي تيكنوبول بمدينة وجدة المغربية. ومن المتوقع أن يوفر هذا الاستثمار النمساوي الجديد ما يزيد عن 600 منصب شغل مباشر ودائم في المنطقة، بحسب وسائل اعلام مغربية.
وقد أبرز حفل الافتتاح أهمية المشروع بالنسبة للعلاقات الاقتصادية بين النمسا والمغرب، إذ حضره المستشار التجاري لسفارة النمسا لدى المغرب، إلى جانب والي جهة الشرق وعامل عمالة وجدة أنجاد خطيب الهبيل، ورئيس مجلس جهة الشرق محمد بوعرورو، بالإضافة إلى العديد من المسؤولين والمنتخبين والفاعلين الاقتصاديين المغاربة.
“Hirschmann Automotive”: توسع إستراتيجي لعملاق نمساوي في قطاع السيارات
تُعدّ شركة Hirschmann Automotive، التي تأسست في عام 1959، من أبرز الفاعلين العالميين المتخصصين في تصنيع الموصلات، ومجموعات الكابلات، وأنظمة الاستشعار الخاصة بقطاع السيارات. وتكتسب الشركة أهمية قصوى في دعم ثورة التنقل الكهربائي، خاصة من خلال تطبيقات الجهد العالي التي تُطورها. وبصفتها مورداً رئيسياً للعلامات التجارية المرموقة عالمياً مثل أودي، وبي إم دبليو، ومرسيدس، فإن توسع “هيرشمان” في المغرب يُنظر إليه على أنه خطوة استراتيجية لتأمين وتوسيع شبكة توريدها لعمالقة صناعة السيارات الأوروبية.
يُعدّ مصنع وجدة ثاني فرع للمجموعة النمساوية في المملكة المغربية، بعد وحدتها العاملة بالفعل في مدينة القنيطرة. هذا التوسع يرسخ مكانة المغرب كوجهة جاذبة وموثوقة للاستثمار النمساوي والأوروبي. والجدير بالذكر أن المغرب ينفرد بكونه البلد الوحيد في القارة الأفريقية الذي يستضيف فروع “هيرشمان” ضمن شبكتها الدولية الواسعة، ما يمنحه ميزة تنافسية كبيرة.
أفادت إدارة الشركة النمساوية أن قرار اختيار جهة الشرق تحديداً جاء بناءً على دراسة معمقة للمقومات والإمكانات المتاحة، مشيرةً إلى عوامل أساسية مثل البنية التحتية الحديثة، وتوفر اليد العاملة المؤهلة، إضافةً إلى الدعم المؤسساتي الفعّال. ويعكس هذا الاختيار الثقة المتنامية لدى الشركات النمساوية في الجهة الشرقية كوجهة استثمارية صاعدة وواعدة.
“تيكنوبول وجدة”: البيئة المثالية لعمليات “هيرشمان” العالمية
يستفيد مصنع Hirschmann Automotive من المزايا الاستراتيجية والتسهيلات التي توفرها منطقة التسريع الاقتصادي تيكنوبول وجدة، والتي تمتد على مساحة إجمالية تقارب 107 هكتارات، وتعمل كمنصة متكاملة ومهيكلة للعرض الاقتصادي في الجهة.
تتكون “تيكنوبول وجدة” من محاور رئيسية تدعم الأنشطة الصناعية والتكنولوجية للشركات الدولية:
- المنطقة الحرة (Zone Franche): مخصصة للأنشطة الصناعية الموجهة للتصدير وتتمتع بحوافز ضريبية وجمركية مغرية للاستثمار الأجنبي المباشر.
- المنطقة المفتوحة (Open Zone): تضم قطباً خدماتياً (Offshoring) ومنطقة مخصصة للأنشطة التجارية والصناعات الصغيرة والمتوسطة.
- حرم المعرفة (Campus du Savoir): خُصص لضمان التوافق بين متطلبات الشركات، خاصةً في قطاع السيارات المعقد، وبين عرض التكوين والبحث والتطوير المتاح في الجهة، وهو ما يعتبر عنصراً حيوياً لـ Hirschmann.
وتوفر المنطقة بنية تحتية بمعايير دولية عالية، وخدمات متكاملة، وقرباً لوجستياً ممتازاً من مطار وجدة-أنجاد والموانئ، مما يضمن أفضل الظروف التشغيلية لشركة نمساوية عالمية بحجم Hirschmann Automotive. هذا الالتزام بالتنمية الصناعية في الجهة الشرقية يعزز موقع المغرب كشريك موثوق في سلاسل التوريد الدولية.



