اكتشاف عظام ماموث في حقل زراعي بالنمسا السفلى تعود إلى 25.000 عام
فيينا – INFOGRAT:
اكتشف علماء الآثار في Langmannersdorf على نهر Perschling (منطقة St. Pölten) في النمسا السفلى، عظام ماموث أثناء الحفر في أرض زراعية، وحدد العلماء بقايا خمسة حيوانات على الأقل، ووصفوا هذا الاكتشاف بـ “الاستثنائي” وكانت تلك الحيوانات قد عاشت قبل 25.000 عام.
وبحسب وكالة الأنباء النمساوية (APA)، كان الفلاح Erwin Engelhardt يعتقد في البداية أن ما يجده في حقله من مجرد حجارة، لكنه اكتشف بعد بضعة أشهر أنه كان في قلب موقع تاريخي، حيث أطلعته فرق علماء الآثار من الأكاديمية النمساوية للعلوم (ÖAW) على ما عثر عليه، فقد أصبح الحقل في Langmannersdorf موقعًا لاكتشاف كميات كبيرة من عظام ماموث وأدوات حجرية.
وفي حديثه، قال الفلاح: “نحن نستخدم آلات كبيرة في العمل الزراعي، ولكن في هذه القطعة من الأرض نعمل بحذر أكبر، ومن هنا ربما تجنبنا تدمير العظام، وهذا أمر جيد”.
موقع تاريخي
تُعد Langmannersdorf أحدث موقع اكتشاف عظام ماموث في وسط أوروبا، حيث يعود تاريخ العظام إلى 25.000 سنة، ويُعتبر الموقع من بين أكثر مواقع العصور الحجرية القديمة شهرة في النمسا، جنبًا إلى جنب مع مواقع مثل Willendorf (منطقة Neunkirchen) و Krems.
اكتشافات جديدة في الموقع
تم اكتشاف منطقتين منفصلتين، كل منهما تمتد على عدة أمتار، تحتويان على عظام ماموث، وكانت العظام مكدسة فوق بعضها البعض، وبينها كانت مختبئة أدوات حجرية، وعلق Marc Händel من الأكاديمية النمساوية للعلوم قائلاً: “نعلم أن البشر كانوا يصطادون الماموث في وادي Perschling، ولا يمكن أن تكون هذه الحيوانات قد نُقلت لمسافات بعيدة، بل تم ذبحها وتجميعها في هذا المكان، حيث تمت معالجتها وتفكيكها”.
تفاصيل أكثر عن الاكتشاف
في إحدى مناطق الاكتشاف، تم التعرف على بقايا على الأقل اثنين من الماموث الذين تم تفكيكهم، أما في المنطقة الأخرى، فتم العثور على بقايا ثلاث حيوانات على الأقل، مع أو بدون أنياب مفككة أو كاملة، ويُعتبر هذا دليلًا على أنه تم معالجة العاج، وربما استخدم لصناعة رؤوس الرماح التي كانت شائعة في تلك الحقبة.
قال Händel: “إن اكتشافنا لمناطق كانت تستخدم بشكل مكثف، حيث تم التعامل مع العديد من الحيوانات في كل منها، قد فاق توقعاتنا، وهذا سيساعدنا على اكتساب فهم جديد عن طرق الصيد وحياة البشر في تلك الحقبة”.
رحيل الماموث من المنطقة
قبل بلوغ ذروة العصر الجليدي الأخير، كانت قطعان الماموث تمر عبر المناظر الطبيعية في وسط أوروبا، وكان وادي Perschling في Langmannersdorf يمثل ممرًا ومجالًا للرعي، وأضاف Händel: “كانت هذه الفرصة الأخيرة للصيد هنا في منطقتنا”، حيث غادر الماموث المنطقة بعد فترة قصيرة من تلك الأحداث.
استخدام الأساليب الحديثة في الحفر
تُستخدم حاليًا أساليب حديثة مثل تحليل الأدوات الحجرية وآثار الذبح، بالإضافة إلى تحديد العمر باستخدام الأساليب الإشعاعية، في دراسة هذه الاكتشافات. ومن المتوقع أن يتم نقل العظام والأدوات الحجرية في النهاية إلى المتحف الطبيعي في فيينا بعد معالجتها علميًا في فرع المعهد الأثري النمساوي في مدينة Krems، كما سيتم عرض جزء منها في متحف الوطن في Perschling.
مشروع أبحاث أوروبي
تجري الحفريات في Langmannersdorf في إطار المشروع البحثي الأوروبي “MAMBA” (“استكشاف تجمعات عظام الماموث في وسط أوروبا”)، ويركز هذا المشروع على دراسة تجمعات عظام الماموث في مواقع في بولندا والتشيك والنمسا، ويهدف إلى فهم طرق الصيد واستخدام الماموث من قبل البشر، بالإضافة إلى دراسة تطور تجمعات الماموث، كما يتم تحليل التغيرات المناخية والبيئية التي حدثت بين 35.000 و 25.000 عام مضت.



