الأمم المتحدة تنتقد قرار النمسا بوقف لمّ شمل الأسر ومنظمة العفو تصفه بـ “الفارغ”

انتقدت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين (UNHCR) قرار الحكومة النمساوية بوقف لمّ شمل الأسر، مشيرة إلى أنه يتعارض مع الالتزامات الدولية للنمسا بشأن حقوق اللاجئين. كما اعتبرت منظمة العفو الدولية والاتحاد النسائي النمساوي أن القرار غير قانوني وغير قابل للتنفيذ، ووصفته بأنه “مناورة سياسية فارغة” تهدف إلى إرضاء الناخبين اليمينيين.

وبحسب وكالة الأنباء النمساوية (APA)، تعرضت الحكومة النمساوية، المكونة من أحزاب ÖVP وSPÖ وNEOS، لانتقادات واسعة بعد إعلانها يوم الأربعاء عن وقف مؤقت لمّ شمل الأسر، وهو القرار الذي أعلنه المستشار الفيدرالي كريستيان ستوكر (ÖVP) إلى جانب وزير الداخلية غيرهارد كارلنر (ÖVP) ووزير الدولة يورغ لايتفريد (SPÖ) ووزير الدولة سيب شيلهورن (NEOS).

وأكدت الحكومة أن القرار لن يكون له تأثير فوري، حيث سيتم إعداد قانون جديد ينظم لمّ الشمل العائلي بشكل دائم، مشيرة إلى أن الدافع وراء هذا الإجراء هو الضغط المتزايد على قطاعات التعليم، والصحة، والخدمات الاجتماعية.

من جانبه، أوضح وزير الداخلية كارنر أن عدد المستفيدين من لمّ الشمل العائلي قد انخفض بالفعل خلال الأشهر الماضية، مشيرًا إلى أنه في فبراير الماضي دخل النمسا عبر هذا الإجراء 60 شخصًا فقط. كما أشار إلى أن التحالف الحكومي السابق بين حزب الشعب (ÖVP) وحزب الخضر لم يكن ليسمح بمثل هذه التشريعات.

وأثار القرار انتقادات حادة من داخل الحزب الاشتراكي الديمقراطي (SPÖ) نفسه، حيث نظمت منظماته الشبابية احتجاجات أمام المستشارية اضافة لناشطين سوريين، متهمة الحكومة بمجاراة سياسات حزب الحرية (FPÖ) المناهضة للهجرة.

كما صرّحت سيغريد ماورر، رئيسة الكتلة البرلمانية لحزب الخضر، بأن القرار مجرد استعراض سياسي، مؤكدة أنه لن يتمكن من الصمود أمام الطعون القانونية، خصوصًا في ضوء الاتفاقيات الدولية التي وقّعتها النمسا.

في المقابل، انتقد حزب الحرية (FPÖ) القرار ولكن من زاوية مختلفة، حيث وصف زعيمه هيربرت كِكل الإعلان الحكومي بأنه “فارغ المحتوى”، واتهم حزب الشعب (ÖVP) بعدم الجدية في وقف الهجرة، معتبرًا أن الحكومة “لا تملك الشجاعة لتنفيذ سياسات أكثر صرامة”.لم تحدد الحكومة بعد موعدًا لصياغة القانون الجديد، حيث أكد وزير الداخلية كارلنر أنه لا يريد الضغط على المشرّعين، لكنه شدد على أن الأمر سيتم العمل عليه في أسرع وقت ممكن.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى