الأمم الممتحدة في فيينا تحيي اليوم الدولي للتضامن مع الشعب الفلسطيني

أقامت لجنة الأمم المتحدة المعنية بممارسة الشعب الفلسطيني لحقوقه غير القابلة للتصرف، الجمعة، فعالية في مقر المنظمة الأممية في فيينا بمناسبة اليوم الدولي للتضامن مع الشعب الفلسطيني، بحضور السفراء العرب والأجانب المعتمدين في فيينا.

وأُلقيت خلال الحفل العديد من الكلمات، منها كلمة ألقاها مدير عام مكتب الأمم المتحدة في فيينا نيابةً عن الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، وكلمة ممثل لجنة الأمم المتحدة المعنية بممارسة الشعب الفلسطيني لحقوقه غير القابلة للتصرف، إضافة إلى كلمات السفراء العرب والأجانب.

وأكدت الكلمات التضامن الكامل مع حقوق الشعب الفلسطيني، مجددةً إدانتها الشديدة للإبادة الجماعية التي يرتكبها الاحتلال الإسرائيلي منذ أكثر من عام بحق الشعب الفلسطيني، لا سيما في قطاع غزة، والتي أسفرت حتى الآن عن استشهاد نحو 45 ألف شخص، 75% منهم من النساء والأطفال، وفقاً لتقارير الأمم المتحدة. كما تسببت هذه الاعتداءات في إصابة أكثر من 102 ألف شخص بجروح، وتشريد نحو مليوني مدني داخلياً، إضافة إلى تدمير أكثر من 70 ألف وحدة سكنية.

وأجمعت الدول المشاركة على أن استمرار الاحتلال الإسرائيلي في جرائمه المروعة يتطلب تضامناً دولياً حقيقياً يتجسد في تكثيف الضغوط لإيقاف العدوان.

وفي هذا السياق، قال سفير السودان لدى النمسا ورئيس المجموعة العربية في فيينا، مجدي مفضل، إن الوضع الكارثي في قطاع غزة نتيجة استمرار عدوان الاحتلال وجرائم المستوطنين في الضفة الغربية والقدس الشرقية يؤكد أن الشعب الفلسطيني في أمسّ الحاجة إلى تضامن المجتمع الدولي والدول المحبة للسلام مع قضيته العادلة وحقوقه المشروعة غير القابلة للتصرف.

وشدد السفير السوداني على ضرورة إطلاق عملية سياسية متعددة الأطراف تهدف إلى إقامة دولة فلسطينية مستقلة، متواصلة جغرافياً وقابلة للحياة على حدود الرابع من يونيو 1967، وعاصمتها القدس الشرقية، وفق قرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية التي اعتمدتها قمة بيروت عام 2002.

من جهتها، أكدت الأمم المتحدة في بيان صدر بهذه المناسبة: “إنه في هذا اليوم من كل عام يقف المجتمع الدولي متضامناً مع الشعب الفلسطيني لاستعادة كرامته ونيل حقوقه العادلة وتقرير مصيره”.

وأشارت إلى أن احتفالات هذا العام جاءت مؤلمة بشكل خاص لأن الأهداف الأساسية لتقرير المصير باتت بعيدة المنال أكثر من أي وقت مضى. وأضافت أن “لا شيء يبرر العقاب الجماعي الذي يتعرض له الشعب الفلسطيني. فقد أصبحت غزة في حالة خراب بعد أكثر من عام من العدوان، وأسفرت الاعتداءات عن مقتل أكثر من 43 ألف فلسطيني، معظمهم من النساء والأطفال، وفقاً للتقارير. وتزداد الأزمة الإنسانية سوءاً يوماً بعد يوم”، واصفةً الوضع بأنه “مروع للغاية ولا يمكن تبريره”.

كما تطرق البيان إلى الوضع في الضفة الغربية المحتلة، بما في ذلك القدس الشرقية، مشيراً إلى أن العمليات العسكرية للاحتلال الإسرائيلي أسفرت عن توسيع المستوطنات، وعمليات الإخلاء والهدم، وعنف المستوطنين، إلى جانب تهديدات بالضم، مما تسبب في مزيد من الألم والظلم.

وأكدت الأمم المتحدة أن الوقت قد حان لوقف إطلاق النار الفوري، والإفراج غير المشروط عن جميع الأسرى، داعيةً المجتمع الدولي إلى دعم عملية السلام في الشرق الأوسط وإنهاء الاحتلال غير القانوني للأراضي الفلسطينية، كما أقرت بذلك محكمة العدل الدولية والجمعية العامة للأمم المتحدة. وأكدت على أهمية تحقيق تقدم لا رجعة فيه نحو حل الدولتين، بما يضمن أن تعيش فلسطين وإسرائيل جنباً إلى جنب في سلام وأمن، وأن تكون القدس عاصمةً لكلا الدولتين.

وناشدت المنظمة تقديم دعم عاجل لجهود الإغاثة الإنسانية لإنقاذ حياة الشعب الفلسطيني، خاصة عبر وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)، التي تمثل شريان حياة أساسياً لملايين الفلسطينيين.

وفي ختام بيانها، أكدت الأمم المتحدة التزامها الدائم بالتضامن مع الشعب الفلسطيني ودعم حقوقه غير القابلة للتصرف في العيش بسلام وأمن وكرامة.

يُذكر أنه في 29 نوفمبر من كل عام يتم إحياء اليوم الدولي للتضامن مع الشعب الفلسطيني، الذي أعلنته الجمعية العامة للأمم المتحدة عام 1977، تزامناً مع تاريخ صدور قرار تقسيم فلسطين رقم 181 لعام 1947.

كونا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى