التحقيق مع نمساوي بتهمة تزوير مزمن لمساعدات المعاقين بقيمة 300 ألف يورو أثناء عيشه في تايلاند
فيينا – INFOGRAT:
كشف تحقيق أجرته فرقة العمل الخاصة بمكافحة الاحتيال على المساعدات الاجتماعية (Task Force SOLBE) في مكتب الشرطة الإقليمي لمقاطعة شتايرمارك، عن قيام رجل يبلغ من العمر 61 عامًا من مدينة غراتس بالنمسا بالاحتيال على النظام الاجتماعي لسنوات عدة، حيث تلقى بشكل غير قانوني إعانات رعاية من الدرجة الرابعة بقيمة تقارب 300,000 يورو، بحسب صحيفة kurier النمساوية.
بدأت التحقيقات في القضية عام 2024، بعد ورود معلومات مجهولة المصدر عن الرجل، وأظهرت التحقيقات أنه كان يدعي إصابته بإعاقة جسدية شديدة لتلقي دعم مالي من مكتب الشؤون الاجتماعية في غراتس منذ عام 2018، لكنه في الواقع لم يكن بحاجة لاستخدام الكرسي المتحرك أو المشاية، بل كان يقضي فترات طويلة في عطلات في تايلاند ويمارس رياضة المشي لمسافات طويلة ولعب كرة الجليد (Eisstockschießen).
اعتمد المتهم على استغلال ما يُعرف بـ “الميزانية الشخصية” Personal Budget، وهي مساعدة مالية مخصصة للأشخاص ذوي الإعاقات الحركية الكبيرة لتمكينهم من العيش المستقل خارج دور الرعاية. لكنه خدع مكتب الشؤون الاجتماعية عبر تقديم فواتير وهمية وشهادات مزيفة صادرة من معارف له دون دفع أي أموال لهم، مما تسبب بخسائر مالية بلغت حوالي 265,000 يورو. كما حاول تجديد طلبه للحصول على المساعدة بقيمة 85,000 يورو بحجة تدهور صحته، لكن تم رفض طلبه قبل إتمام العملية.
تبين أن الرجل لم يكن يستخدم أية أجهزة مساعدة منذ 2019، حيث كان يمشي مسافات تزيد على عشرة كيلومترات دون مساعدة. استغل الأموال في نمط حياة مسرف شمل حفلات وعطلات غير معلنة في تايلاند وامتلاك سيارات فارهة مثل بورشه. كما تمكن من خداع مؤسسة التأمينات الاجتماعية (SVS) والخبراء الطبيين، حيث حصل على إعانة رعاية من الدرجة الرابعة رغم أن حالته كانت تستحق الدرجة الأولى فقط، مما تسبب بخسائر إضافية تصل إلى 36,000 يورو.
في ظل ازدياد حالات الاحتيال على المساعدات الاجتماعية في النمسا، سجّلت مقاطعة شتايرمارك وحدها في عام 2024 حوالي 515 حالة احتيال، مقارنة بـ 371 في عام 2023، وهو أعلى معدل خلال عشر سنوات، حيث كانت 104 حالات فقط في 2015. وتعود الزيادة إلى تشديد جهود التحقيق والمتابعة من قبل الشرطة، التي أوضحت أن التحقيقات معقدة وتستغرق وقتًا طويلًا، مع تحقيق نسبة كشف تقارب 100%.
يواجه الرجل تهمًا متعددة بالاحتيال الجسيم والمنظم، فيما تستمر الجهات المختصة في تعقب ومحاسبة مرتكبي مثل هذه الجرائم.



