الرئيس النمساوي يطالب بكشف شامل لملابسات مجزرة غراتس ويدرس تشديد قانون التسلح
فيينا – INFOGRAT:
أحيا الرئيس النمساوي ألكسندر فان دير بيلين، يوم الأربعاء، ذكرى ضحايا حادث إطلاق النار العشوائي في مدينة غراتس، مؤكداً في كلمة ألقاها خلال مراسم التأبين: “لن ننساكم أبدًا”، ومطالبًا بكشف جميع ملابسات الجريمة بشكل كامل لتفادي مثل هذا الألم في المستقبل، كما لمح إلى احتمال تشديد قانون حيازة الأسلحة.
وبحسب وكالة الأنباء النمساوية (APA)، جاءت كلمات فان دير بيلين خلال حفل تأبيني نُظِّم في ساحة Hauptplatz الرئيسية بمدينة غراتس، حيث أبدى تعازيه باسم جميع المواطنات والمواطنين في النمسا لأسر الضحايا وأصدقائهم، ووجّه شكره للعاملين في فرق الإنقاذ، قائلًا: “قد لا نجد الكلمات، لكننا نملك بعضنا البعض، لنتكاتف في هذا الزمن من الحزن والألم”.
وتابع الرئيس النمساوي: “لم نكن لنصدق أن شيئًا كهذا يمكن أن يحدث في النمسا”، واصفًا ما وقع بأنه “غير مفهوم”، حيث تم قتل شباب وشابات بوحشية، وأضاف: “حتى لو تمكنا من معرفة كل تفاصيل الجريمة، فإن ذلك لا يجعلها أكثر احتمالاً، بل ستظل هناك تلك الفجوة التي خلفتها الضحايا”.
وأكد فان دير بيلين ضرورة فهم كل ما يمكن فهمه من أجل الحيلولة دون تكرار مثل هذه الجرائم، موضحًا أن الهدف هو “منع ما يمكن منعه”.
تشديد محتمل لقانون الأسلحة
وفي موقف لافت، ألمح الرئيس إلى إمكانية تعديل قانون الأسلحة الناريّة في النمسا، قائلاً: “إذا توصّلنا إلى نتيجة مفادها أن قانون الأسلحة بحاجة إلى تغيير، فإننا سنقوم بذلك”.
وأشار أيضًا خلال حديثه إلى الصحفيين إلى أن السياسيين سيقومون بتقييم كيفية امتلاك شاب يبلغ من العمر 21 عامًا لأسلحة نارية قصيرة وطويلة، بالإضافة إلى قدرته على شراء الذخيرة اللازمة لارتكاب هذه الكارثة.
وشدد على ضرورة مراجعة الإطار القانوني الحالي والتأكد من مدى ملاءمته لمتطلبات العصر الحديث، مؤكدًا أن “السؤال الأساسي هو كيف يمكن تقليل احتمالية وقوع جرائم قتل كهذه”.
“الصدمة عميقة”
وكان الرئيس قد وقّع في وقت سابق على دفتر التعازي الذي وضعته بلدية غراتس في مبنى Rathaus، كما أجرى محادثات مع حاكم ولاية شتايرمارك ماريو كونازيك (عن حزب FPÖ) ورئيسة بلدية غراتس إلكه كار (عن حزب KPÖ).
قال فان دير بيلين خلال المناسبة: “الصدمة من مقتل الأطفال والشباب عميقة جدًا”، مشيرًا إلى أن اللقاءات كانت مشحونة بالرعب والذهول من هول ما جرى. لكنه في المقابل نوّه بسرعة استجابة الشرطة، قائلاً: “كان يمكن أن تكون الأمور أسوأ، مهما بدا ذلك صعبًا أن يُقال”. كما أعلن أن باقي الولايات النمساوية أعربت عن استعدادها لتقديم الدعم والمساعدة، سواء بالنصح أو بإرسال طواقم بشرية حسب الحاجة.
وأشار إلى ضرورة التفكير في كيفية تحسين أمن المدارس ورياض الأطفال، مع الاعتراف بأن “السلامة بنسبة 100% غير ممكنة أبدًا”.
“النمسا كلها في حداد”
وشدد فان دير بيلين على أن جريمة بهذه الضخامة لم تشهدها النمسا من قبل، مضيفًا: “أتفهم تمامًا أن مدينة غراتس وكل ولاية شتايرمارك، بل والنمسا كلها في حداد”.
وأضاف أن النمسا تلقت رسائل تضامن وتعاطف كثيرة من مختلف الدول الأوروبية، مشيرًا إلى أن “الجميع يأخذ ما حصل هنا على محمل الجد، وسيتعين علينا أن نفكر في كيفية تعزيز شعور الأمان لدى المعلمين والطلاب”.
وعندما سُئل عما يمكن أن يقوله لأهالي الأطفال القتلى، قال بتأثر شديد: “لو تخيلت أن أحد أبنائي ذهب إلى المدرسة صباحًا ولم يعد إلى البيت ظهرًا… هذا ببساطة أمر فظيع”.
مراسم تأبينية يوم الأحد
من جانبها، أعلنت رئيسة بلدية غراتس إلكه كار عن إقامة مراسم تأبينية رسمية يوم الأحد المقبل عند الساعة 18:00 في ساحة Hauptplatz تحت عنوان “نحن متضامنون”، دُعي إليها أقارب الضحايا وأصدقاؤهم وزملاؤهم، إضافة إلى ممثلين عن المجتمع والسياسة والأديان المختلفة، إلى جانب سكان غراتس.
وسيشتمل البرنامج على افتتاح موسيقي، وكلمات قصيرة، يتبعها وقفة تأمل جماعية. وذكرت البلدية أن المراسم ستُقام بغض النظر عن حالة الطقس.



