الرسوم الأمريكية تكلّف مجموعة voestalpine النمساوية لصناعة الفولاذ والتكنولوجيا الملايين وتُضعف أرباحها
فيينا – INFOGRAT:
شهدت مجموعة voestalpine النمساوية المتخصصة في صناعة الفولاذ والتكنولوجيا في النمسا العليا، تراجعًا ملحوظًا في أدائها المالي خلال السنة المالية 2024/2025، حيث انخفض كل من الإيرادات والأرباح الصافية بشكل محسوس، وذلك وفقًا لبيان صادر عن الشركة يوم الأربعاء. وأشارت المجموعة إلى أن أحد الأسباب الجوهرية وراء هذا التراجع هو السياسة الجمركية للولايات المتحدة الأمريكية، والتي فرضت أعباءً مالية ثقيلة على الشركة.
وبحسب وكالة الأنباء النمساوية (APA)، أوضحت voestalpine أن مضاعفة الرسوم الجمركية على واردات الصلب والألمنيوم، التي أعلن عنها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يوم الأربعاء، جاءت لتفاقم من تداعيات رسوم سابقة كانت قد كلّفت الشركة عشرات الملايين من اليوروهات، وقد أدى ذلك إلى انخفاض الإيرادات بمقدار مليار يورو لتبلغ 15.7 مليار يورو مقارنة بالسنة المالية السابقة.
انخفاض في الأرباح الصافية ومؤشرات مالية أخرى
بلغ الربح بعد الضرائب نحو 178 مليون يورو، مسجلًا انخفاضًا بنسبة تقارب 14 بالمائة مقارنة بالعام السابق، أما الربح قبل الفوائد والضرائب والإهلاك (EBITDA)، فقد انخفض بمقدار 320 مليون يورو ليصل إلى 1.35 مليار يورو، وتراجعت هامش الأرباح التشغيلية من 10% إلى 8.6%.
كما انخفضت الإيرادات قبل الفوائد والضرائب (EBIT) من 569.3 مليون يورو إلى 455.1 مليون يورو، فيما انخفض الربح قبل الضرائب (EBT) من 383.4 مليون يورو إلى 270.5 مليون يورو. أما نسبة هامش EBIT فقد تراجعت من 3.4% إلى 2.9%.
قطاعات متباينة في الأداء: انتعاش في البنى التحتية وتراجع في السيارات
رغم التحديات الاقتصادية، أشار البيان إلى أن الشركة حققت “نتائج متينة في ظروف بالغة الصعوبة”، بفضل تركيزها الاستراتيجي على المنتجات التكنولوجية المتقدمة وانتشارها المتنوع جغرافيًا وقطاعيًا.
وحققت قطاعات البنية التحتية للسكك الحديدية والطيران أداءً جيدًا، وسجل قطاع تقنيات التخزين طلبًا قويًا، في المقابل، تراجعت قطاعات الصناعة الاستهلاكية والهندسة الميكانيكية، فيما واصل قطاع السيارات أداءه الضعيف، خاصةً في المنشآت الألمانية التابعة لقسم مكوّنات السيارات (Automotive Components)، والتي شهدت انخفاضًا في القدرة التشغيلية.
إعادة هيكلة واسعة في المواقع الأوروبية
استجابةً للتحديات، أطلقت الإدارة برنامجًا شاملًا لإعادة تنظيم المواقع الأوروبية، لا سيما الألمانية منها، التابعة لقسم مكونات السيارات، بالإضافة إلى تدابير مماثلة في قسم المعادن عالية الأداء (High Performance Metals Division).
انخفاض طفيف في عدد الموظفين
أدى الوضع الاقتصادي إلى انخفاض طفيف في عدد العاملين، من 51,589 موظفًا حول العالم إلى 49,659 موظفًا.
تطلعات حذرة للعام القادم
رغم هذا التراجع، ترى إدارة voestalpine أن الشركة قد بلغت القاع (Talsohle)، وتعرب عن تفاؤل حذر بالسنة المالية المقبلة 2025/2026، متوقعةً ارتفاعًا طفيفًا في الأرباح التشغيلية (EBITDA) إلى ما بين 1.4 و1.55 مليار يورو بحلول نهاية مارس المقبل، “استنادًا إلى الوضع الحالي”.



