الرسوم الجمركية الأمريكية على السيارات تضرب قطاع السيارات في شتايرمارك

أثار إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب فرض رسوم جمركية على واردات السيارات قلقًا واسعًا في قطاع صناعة السيارات بولاية شتايرمارك النمساوية، حيث تعتمد العديد من الشركات المحلية على تصدير قطع الغيار إلى شركات السيارات الألمانية، والتي تُعَدُّ من كبار المصدرين إلى الولايات المتحدة.

وبحسب وكالة الأنباء النمساوية (APA)، بموجب الخطة الأمريكية، سيتم فرض تعرفة جمركية بنسبة 25% على جميع قطع السيارات الموردة إلى الولايات المتحدة بدءًا من 2 أبريل، وتأتي هذه الخطوة ضمن سياسة ترامب لتشجيع الإنتاج المحلي ودفع الشركات الأوروبية والآسيوية لإنشاء مصانع في الولايات المتحدة.

صرّح كارل هارتليب، المدير التنفيذي لمركز التدويل في شتايرمارك (Internationalisierungscenter Steiermark)، بأن القرار لم يكن مفاجئًا تمامًا، موضحًا:
“لدينا بالفعل رسوم تصل إلى 25% على بعض السيارات الأمريكية مثل الشاحنات الصغيرة (Pick-ups)، لذا فإن هذه الخطوة لم تكن غير متوقعة. لكن بما أننا نُعتبر مركزًا صناعيًا رئيسيًا لقطع الغيار، فإن عملاءنا سيتأثرون بشدة”.

الصناعة الألمانية والنمساوية في مواجهة التعرفة الجديدة

تُصَدِّر ألمانيا وحدها 400,000 سيارة سنويًا إلى الولايات المتحدة، وتعتمد صناعة السيارات في شتايرمارك بشكل كبير على التعاون مع الشركات الألمانية، مما يجعلها تتأثر مباشرة بهذه الرسوم الجمركية.

وفقًا لهارتليب، فإن هناك احتمالًا بأن تلجأ بعض الشركات النمساوية إلى إنشاء فروع إنتاجية في الولايات المتحدة لتفادي هذه الضرائب، مشيرًا إلى أن الدعم سيكون متاحًا لهذه الخطوة بهدف استغلال الفرص السوقية هناك، وليس بالضرورة بسبب هجرة الإنتاج خارج النمسا.

بدائل السوق: التركيز على الهند

مع تزايد الضغط على السوق الأمريكية، دعا الخبراء إلى تنويع الأسواق وعدم الاعتماد بشكل كامل على الصادرات إلى الولايات المتحدة، وأشار هارتليب إلى أن الهند يمكن أن تكون بديلاً واعدًا بفضل تطورها التكنولوجي المتزايد، حيث توجد هناك حاجة متزايدة للتقنيات النمساوية في مجالات التصنيع وتحسين العمليات الصناعية.

أبرز شركات صناعة السيارات في النمسا وتأثير القرار عليها

تُعد شركات مثل:

  • Magna Steyr (غراتس)
  • BMW Motoren (شتاير)
  • Pierer Mobility (فيلس)
  • AVL List (غراتس)

من بين أكبر الأسماء في قطاع السيارات النمساوي، حيث بلغت قيمة الإنتاج في هذا القطاع عام 2024 حوالي 28.5 مليار يورو، كما توفر 81,700 وظيفة مباشرة.

إضافة إلى ذلك، فإن النمسا ليست مجرد مورد لقطع الغيار، بل إنها مقر لمجموعة بورشه القابضة (Porsche Holding) في سالزبورغ، والتي تدير مبيعات مجموعة فولكسفاغن في النمسا وجنوب شرق أوروبا.

تداعيات محتملة على سوق السيارات

قد تؤدي الرسوم الجمركية الجديدة إلى واحد من خيارين بالنسبة للسيارات الألمانية المصدرة إلى أمريكا:

  1. زيادة الأسعار بشكل كبير للمستهلكين الأمريكيين، مما قد يؤدي إلى تراجع المبيعات.
    تحمل الشركات المصنعة لهذه التكاليف، مما سيؤثر سلبًا على أرباحها ووضعها الاقتصادي.

وفي كلتا الحالتين، ستواجه الصناعة الأوروبية، والنمساوية بالأخص، تحديات اقتصادية كبيرة بسبب هذه الإجراءات.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى