السجن المؤبد لنمساوي حاول قتل زوجته السابقة من خلال زرع قنابل في مقار شهود يهوه في شتايرمارك

قضت محكمة الجنايات الإقليمية في غراتس (Grazer Straflandesgericht)، يوم الأربعاء، بالسجن المؤبد على رجل يبلغ من العمر 56 عاماً من ولاية شتايرمارك (Steiermark)، بعد إدانته بصناعة عدة قنابل بدائية وتوزيعها في مواقع تابعة لجماعة شهود يهوه (Zeugen Jehovas)، في محاولة منه لصرف الانتباه عن هدفه الرئيسي: قتل زوجته السابقة. الحكم لا يزال غير نهائي.

وبحسب وكالة الأنباء النمساوية (APA)، أقر المتهم خلال جلسات المحاكمة بأنه خطط لقتل زوجته السابقة، مشيراً إلى أن القنابل الأخرى كانت مجرد مناورات تشتيتية، وقد أُدين بتهم ارتكاب جرائم إرهابية، ومحاولة القتل العمد بحق زوجته السابقة وأشخاص آخرين، هيئة المحلفين أجمعت بالإجماع على إدانته، وطلب المتهم بعد النطق بالحكم مهلة ثلاثة أيام للتفكير.

القبض عليه في مكان عمله

في اليوم الثاني من المحاكمة، استعرض المحققون مجريات الاعتقال والتحقيق، وأوضح أحد الضباط أنه تم القبض على المتهم أثناء عمله كخبير تقني في مجال تكنولوجيا المعلومات (IT-Techniker)، وجرى الاعتقال بهدوء، وأبدى المتهم تعاوناً فورياً، قائلاً عند توقيفه: “أردت قتل زوجتي”.

وبحسب الضابط، فإن المتهم سأل فوراً ما إذا كانت القنبلة التي وضعها في سيارة زوجته قد اكتُشفت، ما دفع السلطات الأمنية إلى تنفيذ تدابير فورية في مدينة غراتس، حيث كانت الزوجة تقود السيارة وقتها.

قنبلة في السيارة لمدة ستة أسابيع

أشار الضابط إلى أن القنبلة ظلت مثبتة على سيارة الزوجة لمدة ستة أسابيع، بعد أن فشل تفتيش أولي في الكشف عنها، ولم تنجح حتى كلاب الكشف عن المتفجرات في تحديد مكانها، وبهذا، استمرت الزوجة وطفليها في استخدام السيارة وهم يجهلون وجود القنبلة.

وفي جلسة المحكمة، نفى المتهم معرفته بأن أبناءه كانوا يستخدمون السيارة، مؤكداً انعدام التواصل معهم، كما أوضحت محققة في القضية أن جماعة شهود يهوه تلقّت تدريبات بعد العثور على أولى القنابل في مدينة لايبنيتس (Leibnitz)، وتم تركيب كاميرات مراقبة في 25 قاعة ملكوت (Königreichssäle) في أنحاء شتايرمارك، وقد طالبت الجماعة بتعويض رمزي عن الأضرار.

تشخيص نفسي: اضطراب شخصيّة حاد دون أي تعاطف

قدم الطبيب النفسي مانفريد فالتسل (Manfred Walzl) تقريره في الجلسة الأخيرة، موضحاً أن المتهم يعاني من اضطراب شخصية شديد ومعقّد مع سمات نرجسية واضحة، ورغم شدة الحالة، أكد الطبيب أن المتهم كان في كامل قواه العقلية وقت ارتكاب الجرائم.

وذكر فالتسل أن المتهم قال له: “لم أعد أريد أن تُعاملني زوجتي السابقة كالبقرة الحلوب”، وأضاف: “لقد حققت ما كنت أريده” وشدد الخبير على انعدام التعاطف أو الإحساس بالذنب لدى المتهم، واصفاً نرجسيته بأنها مفرطة لدرجة أن “الأنا تغلب على كل شيء”، مما يشكل خطراً حقيقياً على السلامة العامة، وأوصى بإيداعه في مركز علاج نفسي عدلي.

النيابة تطالب بعقوبة مشددة والدفاع يعارض

في مرافعتها الختامية، وصفت المدعية العامة باتريشيا فيبر (Patricia Weber) المتهم بأنه “بارد وعديم التعاطف”، مؤكدة أنه لم يظهر أي ندم، ولم يعرب عن أسفه خلال كامل مراحل المحاكمة، وأضافت: “كثير من العائلات تمر بتجارب الطلاق والخلافات حول النفقة، ولكن لا شيء يُبرر ما فعله”.

وأكدت المدعية أن المتهم لم يكن ينوي فقط قتل زوجته، بل تسبب أيضاً في نشر الرعب بين جماعة شهود يهوه، مطالبةً بعقوبة واحدة ممكنة: السجن المؤبد.

أما محامي الدفاع، فحاول تقديم المتهم بشكل مغاير، متسائلاً: “هل نحن أمام إرهابي جماعي أم رجل دفعته زوجته السابقة إلى حافة الجنون؟” وأشار إلى أن الخبراء النفسيين لم يصنفوا موكله على أنه “مجرم عالي الخطورة”، وأنه لم يكن يقصد إزهاق أرواح 34 شخصاً كما ادّعت النيابة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى