السجن ثلاث سنوات لتركي في قضية تهريب بشر ضمن شبكة إجرامية في النمسا
فيينا – INFOGRAT:
أدانت محكمة Ried im Innkreis في النمسا العليا يوم الإثنين رجلًا يبلغ من العمر 35 عامًا بتهمة التهريب المنظم للبشر (Schlepperei) ضمن إطار تشكيل عصابي، وحكمت عليه بالسجن ثلاث سنوات، مع تبرئته جزئيًا من بعض الوقائع.
وبحسب وكالة الأنباء النمساوية (APA)، عُقدت الجلسة يوم الإثنين، حيث مثل المتهم، وهو أب لثلاثة أطفال ويحمل الجنسية النمساوية ومن أصول تركية، أمام المحكمة وقد بدا عليه الندم الشديد. وفي بداية المحاكمة، استُجوب المتهم لنحو نصف ساعة حول دوره في عدة عمليات تهريب غير قانوني للبشر، والتي بلغ عددها اثنتي عشرة عملية.
وأقرّ المتهم بمشاركته في بعض تلك الرحلات، نافياً تورّطه في جميعها. وصرّح أمام المحكمة بأنه كان في أزمة مالية وقت ارتكابه تلك الأفعال، وأكد أنه يعيش الآن حياة مختلفة تمامًا، مستعينًا بنبرة عاطفية خلال دفاعه.
الرسائل النصية والصوتية كأدلة
وفقًا للنيابة العامة، فإن المتهم شارك في نقل مهاجرين بشكل غير قانوني بين أكتوبر 2023 ويونيو 2024، ولعب أدوارًا متعددة بين كونه سائقًا أحيانًا ومنسقًا أحيانًا أخرى. وأُشير إلى أن رسائل نصية وصوتية تدعمه كدليل إدانة.
لكن بعض الأدلة المهمة، مثل مقاطع الفيديو التي قال المتهم إنه كان يُرسلها إلى الجهة المُشغّلة بعد كل عملية تهريب لتأكيد الإنجاز وتحرير الدفعة المالية، كانت مفقودة في عدد من الحالات. وادّعى المتهم أن غياب هذه الفيديوهات يثبت عدم تورّطه في جميع الرحلات، مؤكدًا أنه لم يكن على علم بانتمائه إلى شبكة تهريب منظمة، بل تم “إقناعه” بالمشاركة.
شهادة تُخفف من حدة الإدانة
نقطة تحول رئيسية في المحاكمة كانت شهادة أحد المتهمين المشتركين، وهو رجل تركي محتجز ويُعتبر أحد المنظمين الأساسيين في الشبكة. حيث أقر هذا الأخير بمشاركة المتهم في بعض العمليات، لكنه قال أيضًا إن المتهم أبلغه بشكل واضح بنيته التوقف عن العمل معه.
وقد اعتبر القضاة وهيئة المحلفين هذه الشهادة موثوقة، ما ساهم في تبرئة المتهم جزئيًا.
الحكم: ثلاث سنوات سجن مع تبرئة جزئية
في ختام المحاكمة، قررت هيئة المحكمة تبرئة المتهم من عدد من التهم المتعلقة ببعض الرحلات، لكنها أدانته في باقي الوقائع بتهمة “التهريب المنظم للبشر لأغراض تجارية” (gewerbsmäßige Schlepperei)، وقضت بحبسه ثلاث سنوات.
وفي كلمته الختامية أمام المحكمة، قدّم المتهم اعتذاره الصريح، معبرًا عن أسفه لما قام به.
وأُعلن أن الحكم غير نهائي بعد، ما يعني أن بإمكان الدفاع الاستئناف ضده في المراحل القانونية المقبلة.



